بعد طول اهمال عرضها للتآكل والرطوبة، انطلقت بأسفي عملية نوعية لترميم وإصلاح المدافع القديمة المتواجدة بقصر البحر بآسفي .
وأوضح احد المهتمين بالمآثر التاريخية بآسفي والمتواجد بورش ترميم وإصلاح المدافع القديمة بقصر البحر، للمغرب الأزرق ، أن المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بآسفي، شرعت في ترميم المدافع القديمة ، باعتبارها تراثا ماديا للإقليم ، تعود إلى حقبة الاستعمار البرتغالي لمدينة آسفي ، والبعض الآخر يعود إلى حقبة الحكم السعدي في القرن 16م، والتي تم صنعها بهولندا بطلب من مولاي زيدان بن المنصور، حيث كانت تستخدم في مجملها في قصف السفن الأجنبية الغازية و القراصنة.
و كانت هذه المدافع الحديدية والبرونزية، حتى الأمس القريب، تزين شرفات قصر البحر المعلمة الأثرية، المشيدة من طرف البرتغاليين سنة 1507م على مساحة تبلغ 3900 متر مربع، تسمح بالتحكم في مرور السفن والطرق الساحلية وميناء المدينة القديم (المريسة القديمة)، وكذلك في حركة التنقل بمصب واد الشعبة، استخدمها البرتغاليون كمستودع للأسلحة، فيما استعملت سنة 1541 م، إبان حكم السعديين، كحصن منيع في وجه الاعتداءات العسكرية الأجنبية.
ومع مرور الزمن، باتت هذه المعلمة بمختلف كنوزها، مهددة بالانهيار ، بعدما هوى جزء هام منها بحكم الأمواج العاتية التي أدت إلى تآكل الجرف الذي شيد عليه القصر. ويواجه هذا الموقع التاريخي، الذي يجمع بين التاريخ والفن والهندسة المعمارية العسكرية المؤرخة لحقبة الأطماع الاستعمارية المانويلية، سلسلة من الفجوات والمغارات أحدثتها مياه المحيط بالجرف الذي بنيت عليه هذه المعلمة التاريخية، ما أدى إلى تسرب مياه البحر لتصل إلى أسفل مناطق غير بعيدة عن هذه البناية.
وكانت وزارة الثقافة المغربية قد أدرجت في رؤيتها للتراث 2020، ترميم “قصر البحر” ضمن لائحة المشاريع المبرمجة في إطار صيانة التراث الثقافي، إلا أن ذلك لم يتحقق، لتبقى هذه المعلمة التاريخية معرضة للإهمال والاندثار، وإن كانت كل المدن تفخر بمعالمها، وبما لديها من مآثر تاريخية تختزل ذاكرة من سكن و وطأ أرضها، فان آسفي تعد حالة شاذة في هذا المجال. حيث طالبت جمعية ذاكرة آسفي بضرورة التدخل لانقاد معلمة قصر البحر والحفاظ على هذه المجموعة من المدافع القديمة، وصيانتها لإبقائها كصفحة مضيئة، تعكس التاريخ العريق لمدينة آسفي ، و ما يزخر به من كنوزه.
عبد الرحيم النبوي –المغرب الأزرق-أسفي.