تشهد أجواء المملكة المغربية اضطرابات جوية و تقلبات في الطقس بمعدلات غير طبيعية و أو معهودة. حيث سجلت أعلى درجات في الحرارة خلال يناير الجاري بلغت 31 درجة مئوية بعدد من المناطق، و هي الفترة المفروض أن تسجل تدني في درجات الحرارة المصادفة لفصل الصيف، ما ينذر بموسم فلاحي أبيض .
الظاهرة و حسب العلماء تحصيل حاصل لتداعيات التغير المناخي و الهجرة المناخية، حيث تتغير الفصول في مواعيدها و تتخلف أخرى، الى درجات قصوى، و هو ما يطلق عليه بالتطرف المناخي.
هذا المصطلح تم انتقاؤه لتوصيف حالة مناخية فجائية غير متوقعة تتسم بقوتها الشديدة و عنفها الكبيرعلى الطبيعة، حيث تؤدي الى هطول غزيز في الامطار تسبب فيضانات و تشكل تيارات هويائية عنيفة تلود إعاصير ،و ارتفاع في درجات الحرارة تؤدي الى الحرائق و ارتفاع درجات حرارة المسطحات المائية و تجفيفها و رفع درجات حرارة البحار مايحدث اختلالات في البيئة البحرية، خصوصا على السواحل من قبيل تإكل الشطآن و غزو الطحالب و ارتفاع نسبب التسمم و الحموضة..و نفوق الاحياء البحرية.
يربط العلماء أسباب ظاهرة التطرف المناخي بارتفاع احترار الأرض نتيجة استعمال الوقود الأحفوري ، كما أن التدمير الممنهج للغطاء الغابوي كان له الاثر الكبير على جودة الهواء، مقابل و بسبب نشاط الانسان،فقد شهدت الفترة الاخيرة ارتفاعا في حجم المقذوفات الملوثة او تلك التي تحدث إختلالا في نسب الهواء كارتفاع نسب الكربون و غاز الميثان و بخار الماء.
و من بين تداعيات ظاهرة التطرف المناخي اختلال التوازن الاحيائي على الارض(اليابسة و الماء) ما يسمح بظهور طفرات متطرفة من الفيروسات و البكتيريا الضارة للانسان و تسبب في الرفع من أعداد الوفيات، أو ظهور أمراض من الجيل الجديد، فيما يقدر العملاء اختفاء ما يقارب 20% من الأحياء البرية ، وذلك في بداية مجيء عام 2050م.
تأكل الشطآن و زحف التصحر هو الآخر مشهد بات جليا بسبب الظاهرة، حيث تتمدد الصحراى بسبب قلة التساقطات و قوة الرياح و غسل التربة نتيجة الفيضانات ، كذلك تتقلص الشطآن بسبب ارتفاع المد و تدمير الغطاء النباتي الشاطئي ، ما يتسبب بشكل متلازم في ظهور اختلالات على المنظومة البيئة و على استقرار الانسان و استدامة انشطته بها ، و بالتالي يزيد من خيار الهجرة الى حيث سبل الاستقرار و العيش..و يرفع بالمقابل من الجهد على مناطق الاستقرار من حيث الاستهلاك و استغلال الموارد الطبيعية و انتاج النفايات.
و في مواجهة الظاهرة أجمعت الامم على الانخراط في مشروع كوني للحد من الانبعاثات الحرارية من خلال التشجيع على الاستثمار في الطاقات المتجددة ، و احداث محميات طبيعية و استزراع الشعاب المرجانية و الغابات و الاحياء البحرية…