على الجبهة الأطلسية تزحف روسيا بشكل حثيث لتحقيق نصر استراتيجي ضد الإتحاد الأوروبي، و هذه المرة في ما يخص حق الولوج لاستغلال مصايد المملكة المغربية .
فبعد النيران الصديقة التي تلقاها الاتحاد الأوربي من طرف محكمة العدل الاوربية و تسببت في وقف حق الانتفاع من الاتفاقيات الصيد و الفلاحة التي تشمل “الصحراء المغربية”.
تدخل روسيا على الخط لملء الكرسي الشاغر و الجلوس على طاولة التفاوض مع الرباط لتوسيع مجال الاستغلال الذي يشكل كامل الشريط الساحلي الأطلسي من طنجة الى الكويرة.
رد صاعق ضد العنجهية الأوربية بعد الضربة التي تلقتها شركات الصيانة البحرية الاسبانية بلاسبالماس، باعلان روسيا نقل وجهتها الى الدارلبيضاء، تعززه اتفاق التعاون في البحث العلمي البحري بين الرباط وموسكو و الذي و ما لذلك من أهمية استراتيجية.
تكتيكت الديبلوماسية الناعمة للرباط اتجاه القضايا المتعلقة بقضية الصحراء ،يبرز جليا من خلال توقيت أعلان الوكالة الفيدرالية الروسية للصيد البحري “روسريبولوفستفو” عن قرارها بزيادة حصة السفن الروسية من صيد الأسماك السطحية قبالة سواحل السواحل الأطلسية المغربية بما فيها سواحل الصحراء بـ 10,000 طن من الأسماك، بما فيها السردين.
و إن جاء ذلك في إطار الاتفاق الموقع بين البلدين في عام 2020، والذي تم تمديده مؤخرا حتى نهاية 2024، الا أنه يأتي بعد يوم واحد فقط من قرار المحكمة الأوروبية.
ما يعني أن الحصة المبرمجة كزيادة للأسطول الروسي هي نقل لحصة الاتحاد الأوربي،و هو ما يمكن أن ينسحب على باقي المنتوجات الغذائية ذات المنشأ بالصحراء المغربية.
إيليا شاستاكوف، رئيس الوكالة الروسية، قدم تطمينات للرأي العام حول حالة المخزون “نحن نقوم بتحليل البيانات التي نتلقاها الآن.
نعتقد أن تجمعات الأسماك في المغرب في حالة جيدة وأعتقد أن مشغلي السفن الروسية الذين يصطادون قبالة السواحل المغربية يمكنهم زيادة حجم الإنتاج في العام المقبل”.
تصريح يأتي بعد أسابيع قليلة فقط من إعلان السفارة الروسية في الرباط أن سفينة الأبحاث “أتلانتنيرو” بدأت مهمة بحثية بالتعاون مع المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري المغربي ، لتقييم حالة مخزون الأسماك الصغيرة بالسواحل الأطلسية للصحراء المغربية، تمهيدا لتوقيع اتفاق جديد يمتد لأربع سنوات بداية من 2025.
كما يأتي في ظل أزمة سوسيو- اقتصادية و حالة عدم استقرار يمر منها قطاع الصيد السمك السطحي و الصناعات السمكية كان للصيد الجائر و العوامل المناخية يد في صناعتها.
كتبها للمغرب الأزرق الاستاذ حاميد حليم
مستشار في الإعلام البحري و التواصل.
عضو المرصد الاعلامي للصيد المستدام بأفريقيا.