عرفت السنوات الأخيرة تقلبات مناخية و بيئية أثرت على الدورة الحياتية للأحياء البحرية، و المتتبعون لحالة المخزون السمكي و مواعيد صيد الأخطبوط سيستشعر تغيرات قلبت حسابات المنعشين الاقتصاديين في صنف الرخويات ، تؤكدها تخلف مواعيد الصيد بفترات تمتد الى الشهر مقارنة مع فترات سابقة.
ليس ببعيد عن المغرب و تحديدا بالجارة موريتانيا حيث تعيش البلاد و معها الراي العام المهني على وقع الصدمة بعد اختفاء الأخطبوط من مصايد و اضمحلاله من مناطق أخرى، خصوصا بالسمال بالدائرة نواذيبو الأقرب لمصيد الأخطبوط الجنوبية للمملكة المغربية جغرافيا.
مصادر مهنية في الصيد بالجر أكدت تباينا كبيرا في البيانات و المعطيات بين واقع المصيدة الجنوبية و نتائج المكتب الوطني للبحث في الصيد البحري التي تستند عليها وزارة الصيد البحري لتحديد مواسم الصيد و مناطقه و حصص الصيد. بعد تسجيل تناقص حاد في المخزون و ظهور صغار الأخطبوط خلال فترات الصيد ما يطرح سؤالا عن الأسباب العميقة وراء هذا التباين.
و هو ما أكدته الكنفدرالية العامة لربابنة و بحارة الصيد الساحلي بالمغرب في رسالة لها وجهاتها الى الوزارة الوصية ،مشيرة الى الفترة ما بين (أبريل – شتنبر) تشهد تفريخ صغار الأخطبوط ما يحول موسم الصيد الى مجزرة و إبادة جماعية و هدر للثروة السمكية، فيم الفترة فيما الفترة المناسبة هي (أكتوبر – نونبر).
ذات المصادر حذرت من عودة حالة المخزون الى المربع الاول قبل 2004،خصوصا و أن دراسات إسبانية أكدت استمرار التراجع منذ 1970،رغم الطفرات المؤقتة التي تتخذ شكلا دورة حياة حلزونية كل عشر سنوات، غير أنها تتخذ منحى تنازليا.
مشيرة الى ضرورة اتخاذ احتياطات لمواجهة اي كارثة اقتصادية و اجتماعية خلال السنين القريبة المقبلة كما حدث قبل 20 سنة، داعية في نفس الوقت الى وضع مخطط تهيئة المصايد حسب المناطق، لتخفيف الضغط على المصيدة الجنوبية و لتثمين أفضل للمنتوج، و من جهة أخرى استقرار الاستثمارات و توطين وحدات صناعية جديدة في اطار الجهوي، حتى لا تتكرر الأزمة التي عرفها قطاع تجميد الأخطبوط بالداخلة، و دفع ثمنه ملاك قوارب الصيد التقليدي و الصيد بالجر، فيما استفاد من الأزمة صنف الصيد بأعالي البحار و ظهور جيل جديد من أسطول الصيد بالمياه المبردة.