يسير المغرب بخطى حثيثة نحو الاقتصاد الأزرق، و ذلك من خلال إعادة تجميع السياسات العمومية في مختلف القطاعات ذات الصلة(الصيد البحري ،السياحة، الصناعة، الطاقات المتجددة، البيئة…) و بلورته في برنامج موحد يقطع مع النهج البيروقراطي المتكلس للإدارة العمومية.
فرغم اطلاق المغرب العديد من الاستراتيجيات القطاعية الرائدة (الاستراتيجية الوطنية للموانئ، اليوتيس، السياحة، التكوين المهني، التنمية المستدامة..) افتقاد الوعي الجماعي و الحس الاستباقي و استشراف المستقبل لصناع القرار ، حجم رؤية هذه الاستراتيجيات، وقزم ابعادها.
حيث يبقى غياب الحكامة و الالتقائية البيقطاعية أهم مفرمل لمسار التقدم ببلادنا و الولوج الى الاقتصاد الأزرق بشكل سلسل، و هو ما أكده الاستاذ “عبد الرحيم قصيري” عضو المجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي في مداخلة له تحت عنوان “الاقتصاد الأزرق دعامة لنموذج جديد للتنمية بالمغرب، و ذلك خلال اشغال الورشة التكوينية الاعلام في خدمة اقتصاد ازرق مستدام و شامل، التي تنظمها منظمة الكومافات بشراكة مع المرصد الاعلامي من أجل الصيد المستدام بأفريقيا، بفاس في الفترة ما بين26 و 27 مارس الجاري.
و في معرض مداخلته تناول الاستاذ “عبد الرحيم قصيري” الضوء مفهوم الاقتصاد الأزرق و على ضامين توصيات تقرير المجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي حول الاقتصاد الأزرق كدعامة دعامة لنموذج جديد للتنمية بالمغرب ،و ذلك بالنظر الى الإمكانيات و المؤهلات و السياق العالمي ، فضلا عن الرصيد الثقافي و الحضاري الذي تتمتع به الممكلة ، كما سلط المحاضر الضوء على معيقات الولوج نحو الاقتصاد الأزرق بالمغرب و على كثرة المتدخلين في المجال البحري المقدرة ب 12 وزارة ، حيث تعتبر كل إدارة الساحل “شأنا خاصا بها”، ما يرفع من تكلفة الخسائر بالجملة.
غياب الالتقائية والوعي الجماعي بالحكامة كخيار استراتيجي وطني سيفرض اعتماد نهج متقدم و ذلك من خلال وضع المخطط الوطني للإقتصاد الأزرق تشرف عليه وزارة المالية، بمنظور الهرم المقلوب حيث تنبثق البرامج من المحلي الى الجهوي ثم الوطني تحت اشراف الإدارة الترابية، و هو خيار اعتبره المحاضر الحل السحري لمعضلة “تكلس السياسة العمومية”.
وتجدر الإشارة الى أن المغرب والبنك الدولي وقعا في يونيو من سنة 2022 على اتفاقية تمويل بقيمة 235 مليون دولار ترم الى تعزيز الانتقال الى الاقتصاد الأزرق، ما يجسد الارادة الملكية السامية لجعل المغرب منصة للاقتصاد الأزرق مستدام و شامل و مندمج في بعده الافريقي.