أرخت المشاكل المتعددة التي تعيش دار البحار بآسفي بظلالها على وضعية نزلاء هذه الدار الاجتماعية التي سبق أن تم تشدينها من طرف جلالة الملك محمد السادس، خلال سنة 2008، في إطار المشاريع الممولة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .
الوضعية الصعبة لدار البحار التابعة لمؤسسة الرعاية الاجتماعية، والتي وضعت رهن إشارة البحارة المسنين المتقاعدين الذين لا يجدون مكانا للمبيت والأكل والشرب جراء الوضعية المادية المتدهورة التي عليها هؤلاء البحارة، الذين عبر العديد منهم لبعض وسائل الإعلام، على الوضعية المزرية التي أصبح يعيشها هؤلاء النزلاء، مؤكدين صعوبة إقامتهم بدار البحار التي عرفت، حسب قولهم، تدهورا كبيرا خلال الأيام الأخيرة خاصة على مستوى التغذية والتطبيب والنظافة، الشيء الذي سينعكس سلبا عليهم، وبالتالي سيصبح النظام الغذائي بدار البحار لا يراعي الحالة الصحية للنزلاء، وبذلك سيسبب سوء التغذية في تدهور حالتهم الصحية وسعرّضهم لأمراض خطيرة لاقدر الله.
وارجع بعض الفاعلين بقطاع الصيد البحري العارفين بخبايا الأمور، أسباب هذا التدهور الاجتماعي والتدبيري لدار البحار بمدينة آسفي، إلى الضائقة المالية التي تعيشها الدار والتي تحتاج إلى مبالغ مالية قد تصل إلى 32 مليون سنتيم سنويا لتسييرها، علما أن نصف هذا المبلغ مخصص لتغذية النزلاء وعلاجهم، بينما النصف الآخر فيتوزع بين أجور المستخدمين والاشتراكات لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
وفي ظل هذه الإكراهات، طالبت هذه الفعاليات المهنية بمدينة آسفي، إلى ضرورة انقاد دار البحار من خلال ضخ تمويلات مالية إضافية لسد الخصاص الحاصل على مستوى النفقات، وذلك أملا في إعادة الاعتبار لهذه المؤسسة الاجتماعية والعمل الجدي لخدمة نزلائها بما يليق و قيم التضامن و التراحم ، خاصة ما يتعلق بالتغذية المتوازية و الرعاية الصحية و المساعدة الاجتماعية، إضافة إلى إقامة أنشطة موازية لفائدة النزلاء لإخراجهم من العزلة النفسية، و البحث عن موارد مادية تمكن هذا المرفق الاجتماعي من تغطية مصاريفه و دراسة إمكانية توسيع الطاقة الاستيعابية لدار البحار بمدينة آسفي
عبد الرحيم النبوي-المغرب الأزرق-أسفي