عرفت السنين الأخيرة ظاهرة غير صحية تتمثل في ارتفاع حاد لحوادث البحر، و شكل فيها العامل البشري و سوء التقدير و التهور سببا أساسيا ترتبت عنه فواجع إنسانية و خسائر في الأرواح و الممتلكات، يأتي ذلك في الوقت الذي تبذل وزارة الصيد البحري من خلال مديرية التكوين، رجال البحر و الإنقاذ مجهودات جبارة في الإرشاد البحري للتحسيس بأهمية تشكيل وعي جماعي يقلص من الفواجع الى حدود القوة القاهرة.
النقابة المهنية لأرباب مراكب الصيد الصناعي بميناء أكادير و من خلال رئيسها المنتدب عبد الله مجاهيد تؤكد على انخراطها في البرامج الإرشادية لقطاع الصيد البحري و دعمها لتحقيق الأهداف، حيث أعرب هذا الأخير عن امتنانه البليغ لوزارة الصيد البحري و تثمينه جهود مصالحها في إنقاذ الأرواح البشرية و تسخير الوارد التقنية و البشرية في العمل الإنساني النبيل للمحافظة على أرواح رجال البحر. داعيا في نفس الوقت الفعاليات المهنية و النقابية الى الانخراط الجدي و المسؤول في مواكبة و دعم جهود الوزارة عبر إدراج برامج للتحسيس و التوعية و تجهيز المراكب ووحدات الصيد بالمعدات و اللوازم الكافية و الضامنة لإنقاذ الأرواح البشرية، كما حث الربابنة و البحارة على تحمل مسؤولياتهم و الامتثال لتعليمات السلطات المينائية بخصوص الولوجيات الى المصايد في فترات سوء الأحوال الجوية و الأخذ بعين الاعتبار توجيهات مصالح مندوبية الصيد البحري بخصوص النشرات الإنذارية.
من جانبه قال محمد لوغزال عضو النقابة المهنية لأرباب مراكب الصيد الصناعي بميناء أكادير إن الفواجع التي عرفها قطاع الصيد البحري خلال السنتين الأخيرتين تعتبر الأبشع من حيث الخسائر في الأرواح حيث انتقل مستوى الحوادث من غرق المراكب و إنقاذ الطواقم الى غرق المراكب بكل الطواقم، ما تسبب في ترميل عدد كبير من النساء و يتم عشرات الأطفال و تكل الامهات ، بل امتدت الفواجع لتطال دواوير بكاملها فقدت رجالها و معيل أسرها.
داعيا الربابنة الى استحضار الابناء و الامهات و الزوجات الذين ينتظرون عودتهم عند كل خروج من البيت تحو رحلة صيد، ووزء اي تهور و مغامرة تتسبب في وفاة بحار.