يواجه التسويق السمكي بالمغرب تحديات كبرى على رأسها توسع التجارة الدولية و الأسواق و بسبب ارتفاع الطلب، غير أن المنافسة الشرسة تفرض تطوير الآليات و الوسائط من أجل الاحتفاظ بالاسواق التقليدية و توسيع دائرة الحضور على المستوى القاري و الدولي.
المكتب الوطني للصيد و منذ سنوات يعمل على تطوير آلياته لمواكبة الانتقال الرقمي و الانسجام مع الآليات الدولية في التسويق السمكي ، حفاظا على مصالح الدولة الاستراتيجية و على مصالح المرتفقين.
و تشكل الرقمنة أحد أهم التحديات التي شرع المكتب الوطني في محاولة تنزيلها في وسط لا يزال متخلفا تقنيات و معرفيا، مطبوع بالعشوائية و التشابك، ما يصعب المهام على الإدارة و على ذوي المصلحة.
الكنفدرالية المغربية لتجار السمك بالجملة و في رؤيتها للمشروع، أكدت على أهميته، كما أكدت على انخراطها، مع ابداء التحفظ على بعض الجوانب التقنية و على رأسها تغطية الاتصال اللاسلكي و الربط بالشبكة العنكبوتية و حجم صبيب الانترنيت و قوة وحدات التخزين البرمجي، فضلا عن جوانب تتعلق بطبيعة العلاقات البيمهنية المتسلسلة من البيع الأول الى آخر حلقات الإمداد، مرورا عبر المستوى المعرفي و التعليمي للمرتفقين من تجار السمك.
بوشعيب شادي رئيس الكنفدرالية المغربية لتجار السمك بالجملة دعا المسؤولين في المكتب الوطني للصيد الى العمل على تنزيل المشروع بمرونة مع أخذ الوقت الكافي في التتبع و التقييم من أجل التقويم،و تجنب الهدر الزمني و المالي، من أجل انجاح المشروع ، لافتا الى أن مواكبة الإنتقال الرقمي أصبح أمرا مسلما به ، لكن مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار وضعية قطاع الصيد البحري و خصوصيته و طبيعته، تجنبا للتصادم و دون سحقٍ لمصالح التجار.
شادي و في تصريح للمغرب الأزرق أكد على انخراط الكنفدرالية المغربية لتجار السمك بالجملة في مشروع الرقمنة لما فيه من جوانب ايجابية في التداول السريع للمعطيات على مستوى التجارة الدولية و على مستوى تبادل البيانات على المستوى الوطني ، الا أن الواقع يقول بضرورة ملائمته مع واقع الحال ، و منه على الخصوص لغة التواصل في بلد عربي يجعل من اللغة العربية اللغة الرسمية للبلاد،حيث أن عمليات التداول التقليدية و الرقمية مبرمجة باللغة الاجنبية، كما أن اختلاف حجم التفريغ و التداول بجل الموانئ المغربية و تحدي الوصول الى سوق البيع الثاني و منه الى باقي الاسواق، يجعل من الرقمنة في الوضع الراهن عائقا و ليس حلا لترقية قطاع تجارة السمك،بل و وسيلة ناعمة لضرب التنافسية،يضاف الى ذلك التأخير الذي تتجاوز أضراره ماهو اقتصادي على تاجر السمك الى الاضرار الاقتصادية و النفسية للبحارة.
شادي أكد على استمرار الحوار و المفاوضات البناءة مع المكتب الوطني للصيد من أجل الوصول الى صيغة توافقية مبنية على الشراكة الاستراتيجية، و على متانة العلاقة العضوية بين المكتب الوطني للصيد و تجار السمك باعتبارهم حلقة مهمة داخل النسيج السوسيو اقتصادي و المهني بالمغرب.