يتطلع المشاركون في مؤتمر مؤتمر الأطراف COP28 الى الخروج بقرارات من شأنها تفعيل مخرجات الدورات السابقة حيث لايزال لتحدي قائما في مواجهة تخلف الحكومات عن الوفاء بالالتزامات ما يوسع الفجوة بين تأثير السلوكات غير الرشيدة لمجتمعات على البيئة والانخراط الفعلي في اتخاذ تدابير فعلية لتقويمه و محاصرة التداعيات.
رئيسة وفد غرينبيس لمؤتمر الأطراف 28، كايزا كوسونين : “اليوم نحن حقاً في لحظة فريدة من نوعها. الحلول أصبحت متاحة الآن، وهي أكبر وأرخص من أي وقت مضى، جاهزة لاستبدال الوقود الأحفوري وتوفر لنا أماناً أكبر. لكن هذا لن يحدث بالسرعة الكافية ما لم تقم الحكومات بتنظيم النفط والفحم والغاز تمهيداً للاستغناء عنها تماماً. يمكن أن يكون مؤتمر الأطراف 28 نقطة التحول، عندما تتخذ الحكومات إجراءات مستندة الى ما يقوله العلم، وتلتزم بحماية مواطنيها، وتتفق على جعل الوقود الأحفوري جزءاً من التاريخ.”
من جهتها قالت المديرة التنفيذية في غرينبيس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، غوى النكت :”بعد انقضاء عام آخر من درجات الحرارة القياسية، سيكون تأخير العمل المناخي كارثياً بالنسبة للمجتمعات التي تواجه آثار أزمة المناخ بشكلٍ يومي. وكانت قد ذكرت رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 إن الحد من الوقود الأحفوري أمر لا مفر منه وضروري، ولكن علينا أن نرى أفعال تدعم ما نعرفه من قبل بأن الإنتقال الكامل من الوقود الأحفوري هو أمراً مهماً للغاية. علينا أن نتعامل مع هذا الطموح بجدية والموافقة على التخلص التدريجي والعادل من جميع أنواع الوقود الأحفوري، بما في ذلك النفط والغاز والفحم – وتحميل كبار الملوثين في صناعة الوقود الأحفوري المسؤولية عن الأزمة التي تسببوا فيها.
“الأشخاص الذين يفتقرون إلى أدنى المقومات للدفاع عن أنفسهم يعيشون في صراع مستمر من أجل البقاء: المزارعون الذين يشهدون فشل محاصيلهم، البدو الرّحل في الصحراء الذين تختفي واحاتهم، نساء المجتمع الأهواري في أهوار جنوب العراق اللواتي دُمّرت سبل عيشهنّ بسبب الجفاف. كل يوم يمر دون تغيير حقيقي هو بمثابة حكم بالأشغال الشاقة أو حتى بالموت لهذه المجتمعات، وإنهاء هذه المعاناة يأتي في صلب العدالة المناخية.”
المسألة الأساسية التي تلوح فوق سماء مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بنسخته الثامنة والعشرين (COP28) المنعقد في دبي، هي ما إذا كانت الحكومات ستستجيب أخيراً للنداءات التي تزداد يوماً بعد يوم لبدء التخلي عن الوقود الأحفوري وتحقيق العدالة المناخية. لم يحدث من قبل أن أسباب وتداعيات آثار تغير المناخ باتت محسوسة بهذا العمق، ولا الحلول واضحة ومتوفرة بهذا القدر. اذًا السؤال الأبرز لم يعد كيف بل متى. إن الأشخاص الجادين بشأن جعل كوكبنا كوكباً صالح للعيش لديهم كل الأدوات اللازمة لتحقيق العمل المناخي المطلوب: يجب على مؤتمر الأطراف COP28 أن يفضي إلى اتفاق يدفع نحو إنهاء عصر الوقود الأحفوري.
و ترى منظمة السلام الأخضر أن إنجاح مؤتمر الأطراف COP28 يمر عبر التزام لا هوادة فيه بالتخلص التدريجي المُنصِف والسريع من جميع أنواع الوقود الأحفوري، مع وضع حد فوري للفحم الجديد والنفط والغاز، كشرط لابقاء هدف اتفاقية باريس بالحد من الاحترار في متناول اليد، كما يجب أن يفضي التقييم العالمي إلى نتائج تفتح الباب أمام إجراءات تحويلية للحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية والاستجابة للتأثيرات المناخية المتزايدة بطريقة مُنصِفة.
كما تطالب غرينبيس بوضع حزمة تمويل ذات مصداقية تستجيب للاحتياجات المتزايدة، تتضمّن إطلاق صندوق جديد للخسائر والأضرار، تقود نحو إلزام الملوّثين بدفع ثمن الدمار المناخي والأضرار التي تسبّبوا بها.