نظم نشطاء وباحثو منظمة السلام الأخضر، رحلة على متن المراكب الشراعية ويتنس، إلى السواحل من ألميريا إلى أليكانتي لتسليط الضوء على الواقع المروع للمزارع البحرية الكبيرة في البحر الأبيض المتوسط وإدانة سوء معاملة الأسماك والتأثير غير المستدام على البحر.
تربية الأحياء المائية الصناعية تشجع الصيد الجائر، حيث تعتبر المنظمة مزارع السمك الكبيرة في البحر مشكلة حقيقية لصحة الكوكب و صحة الانسان.
وفق المنظمة فإن الدنيس وقاروص (Daurade et bar ) ليسا بمنتج طبيعي في البرية بسبب تدخل عناصر غذائية مصنعة و فائقة المعالجة و المعروفة بدقيق السمك ، و الذي يحتاج إنتاج طن واحد منه سحق ما يقرب من 4 أطنان من الأسماك الطازجية .
المادة الأولية عادة ما تأتي من بلدان حيث الأسماك هي المصدر الرئيسي للبروتين ، ما يعني كذلك انه يتم أخذ طعام الساكنة المحلية لهذه البلدان لتسمين الدنيس والبحر.
تأثير بيئي مرتفع جدًا بسبب التلوث والقسوة على الحيوانات.
علاوة على ذلك، فإن هذه المزارع البحرية الكبيرة تولد الكثير من التلوث في المحيطات، حيث تستخدم المنتجات الكيميائية (مبيدات الطحالب، ومبيدات الجراثيم، والمضادات الحيوية، وغيرها) للتحكم في حالة الأسماكـ، كما أن هذه الملوثات تعكر المياه و تحجب الرؤية في الأعماق بسبب كمية المادة التي تتراكم في القاع.
تراكم بقايا العلف والبراز من العديد من الحيوانات في قاع البحر، مما ينتج عنه الكثير من التلوث بالنترات، والذي بدوره يسبب ضررًا للتنوع البيولوجي البحري. وفي أجزاء أخرى من العالم، مثل تشيلي وكندا، تبين أن مزارع تسمين السلمون تقلل من التنوع البيولوجي في المنطقة بنسبة 50٪. تلعب جميع الكائنات الحية التي تعيش في بحارنا دورًا رئيسيًا، وإذا حدث خطأ ما، فقد يكون له عواقب وخيمة للغاية.
داخل الاقفاص حيث يتم تربية و تسمين الأسماك، تتكسد آلاف الأسماك محشورة في الشباك حيث تقضي نافقة بسبب ارتفاع مستوى التوتر و الاختناق،فيما الأكثر حظا تبقى حبيسة .
في إسبانيا، هناك أنواع سمكية أخرى غير القاروص والدنيس البحري يتم تسمينها و منها التونة ذات الزعانف الزرقاء، حيث يتم اصطيادها في البحر بالشباك الكيسية وسحبها لعدة أيام حتى تصل إلى مزارع التسمين حيث ستقضي بقية حياتها.
يمكن أن يصل وزن سمكة التونة ذات الزعانف الزرقاء إلى 700 كيلوغرام، وعندما يبلغ عمرها 10 سنوات يصل وزنها إلى حوالي 200 كيلوغرام، لذا فهي تستغرق وقتًا طويلاً لتنمو. إن تسمين هذه الحيوانات في الأسر أمر غير مستدام، ولكي تكتسب كيلوجرامًا واحدًا عليها أن تستهلك 20 كيلوجرامًا من الأسماك ، خاصة الماكريل ، ما تعتبره منظم السلام الأخضر نشاطا غير مستدام تمامًا.
في مواجهة ذلك تدعو المنظمة المستهلك الى التدقيق في بيانات المنتوجات السمكية لتمييز الصيد الحرفي والمحلي” سوف تساهم في الاقتصاد المحلي، أي في الصيادين الذين يعيشون على البحر ويعتنون به مدى الحياة. حاول تجنب شراء الأسماك من تربية الأحياء المائية أو الصيد الصناعي مثل الصيد بشباك الجر”.
أصبحت مواقف المنظمة أصبحت أشد تطرفا بخصوص الاستزراع السمكي حيث تدعو الى الحد من هذا النشاط “بدعمكم، يمكننا أن نطالب بمنع إطلاق مشاريع بحرية كبيرة جديدة، مثل مزرعة الأخطبوط في جزر الكناري، ومزرعة التونة ذات الزعانف الزرقاء في جيتاريا وكاستيلون، وأي مشروع آخر من المقرر افتتاحه.”
وتضيف المنظمة” يجب وضع حد للمزارع الكبرى، في البر والبحر، لأنها ليست الحل للاستغلال المفرط للمحيطات. نحن ننتج ما يفوق إمكانياتنا، وندمر الموارد الطبيعية. يجب علينا تعزيز الاستهلاك المسؤول، لكن الإنتاج يجب أن يكون مسؤولا أيضا، والمستهلكون النهائيون ليسوا وحدهم المسؤولين.
ويجب علينا أن نشل تربية الأحياء المائية الصناعية وأن نشجع الصيد الحرفي. يجب علينا إنشاء المزيد من المحميات البحرية وأن تصدق إسبانيا على معاهدة المحيط العالمية.
تربية الأحياء المائية الصناعية ليست الحل للصيد الجائر!”