ألقت أمواج البحر مؤخرا على شاطئ ” الحرش ” التابع لجماعة اتروكوت بإقليم الدريوش، بكميات كبيرة من يرقات الأسماك وبيوضها، وحسب مقطع فيديو لأحد المواطنين بثه على حسابه بالفايس بوك، فإن أسباب لازالت مجهولة تقف وراء نفوق هذه الأسماك الصغيرة، والتي تتشكل من القشريات والسمك السطحي، الذي يوجد في مراحل نموه الأولى، وأشار المصدر نفسه إلى أن هذه الظاهرة تعتبر ” كارثة “، ولم يخفى بأن الأمر يمكن أن يكون على علاقة بالتلوث الذي تتعرض له السواحل، بسبب الأنشطة السكانية، أو إدخال مواد شديد السمية للبحر.
ويعتبر شاطئ ” الحرش ” امتدادا لخليج الحسيمة، الذي تم تصنيفه كأحسن خلجان العالم، حيث يعرف هذا الخليج وبفعل وجوده بين جرفين رأسيين وهما رأس سيدي عابد وكيلاطي أهم مجال بحري لتكاثر ونمو الأسماك السطحية، إذ يشكل أهم مكان ترتاده مراكب السردين للصيد، غير أنه يعاني من هشاشة مسترسلة بسبب ضعف تطبيق قانون الساحل والتلوث الناجم عن التخلص من النفايات السائلة في البحر، علاوة على نهب الرمال، والتلوث بالنفايات الصلبة…
نشطاء بيئيون وفي تفاعلهم مع “الفيديو” طالبوا المعهد الوطني للبحث في الثروات البحرية، بالتحرك للمنطقة، وأخذ عينات من الأسماك النافقة وبيوضها، لمعرفة الأسباب المحيطة بهذه الكارثة، كما طالبوا السلطات ذات العلاقة بحماية الثروة البحرية من عبث العابثين، وذلك بمحاربة التلوث واحترام قانون تدبير الساحل الذي صادق عليه المغرب، وكذلك منع كافة أشكال التلوث الذي يتعرض لها البحر الأبيض المتوسط، انسجاما مع اتفاقيات برشلونة.
وتختزل النصوص التشريعية القانونية المغربية الخاصة بحماية واستصلاح البيئة مخاطر التلوث في الفقرة التي تقول ” إلقاء أو إدخال بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في البيئة البحرية لأي مواد من شأنها إلحاق أضرار بالكائنات والنباتات البحرية، أو أن تكون مصدر خطر على الصحة البشرية”.
ويرى محمد الأندلسي رئيس جمعية ” أزير ” لحماية البيئة، أن المطلوب من الجهات المختصة التحرك لتحديد أسباب نفوق كل هذه الكمية من الأسماك الصغيرة، وفيما إذا كانت هناك كميات مماثلة في جوف البحر لم تقم التيارات البحرية بنقلها بعد، وكذلك عن سبب هذه الكارثة، مشيرا إلى أن الأمر لا يتطلب إنتاج قوانين أو تشريعات جديدة لحماية البيئة البحرية، وإنما تفعيلها مع إعمال آليات التدخل لتطبيقها على أرض الواقع، والحد من كل الأفعال التخريبية التي يتعرض لها البحر والساحل المتوسطي، مشيرا إلى أن المنطقة عرفت تراجعا خطيرا في ثرواتها السمكية تسببت في هجرة المراكب وتشريد العديد من اليد العاملة في البحر.
خالد الزيتوني-المغرب الأزرق-الحسيمة