عام 1869، افتتحت قناة السويس للملاحة البحرية لتربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي عبر البحر الأحمر، ويمر الطريق عبر البحيرة المرة الكبرى، التي كانت في الأصل أكثر ملوحة من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، مما حد من حركة الأنواع، لكنها لم تمنع أكثر من 400 نوع من الحيوانات غير المحلية من الهجرة إلى البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك أكثر من 100 نوع من الأسماك البحرية من البحر الأحمر.
وتقول المسؤولة الأولى في فريق البحث، إن نقل الأنواع من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط يمثل تهديدًا للتنوع البيولوجي والموائل الطبيعية للأنواع، مما يخلق اختلالات بيئية تتفاقم بسبب آثار تغير المناخ وارتفاع درجات حرارة البحر.
يوضح أحمد دياب، الذي يدرس الزراعة وتربية الأحياء المائية في معهد بحوث الأسماك، مركز البحوث الزراعية في مصر، أن درجات الحرارة ترتفع بشكل أسرع في مناطق شرق البحر الأبيض المتوسط، مما يجعلها “مثالية للعديد من أنواع البحر الأحمر”.
حيث تتكيف الكائنات الحية القادمة من البحر الأحمر بسرعة أكبر مع بيئة البحر الأبيض المتوسط الجديدة لأنها معتادة على درجات الحرارة المرتفعة.
وتوضح ميريام، أن هذا الاضطراب سيؤثر في الموائل الطبيعية في نهاية المطاف على السلسلة الغذائية في البحر الأبيض المتوسط، حيث تتغذى الكائنات الغازية على الكائنات الحية المقيمة، مما سيشكل تهديدًا لسلامة الموائل.
فيما يقول دياب إن أحد الأمثلة على هذه الأنواع المفترسة التي تغزو البحر الأبيض المتوسط هو السمكة المنتفخة، وهي من الأسماك آكلة اللحوم، حيث تفترس عدداً كبيراً من الأنواع البحرية مثل الأخطبوطات والأسماك الصغيرة.
تدعم الدراسات السابقة، بما في ذلك دراسة نُشرت في عام 2020، النتائج التي توصلت إليها خلف الله وزملاؤها، لكن محمود حنفي، الذي يدرس البيئة البحرية بجامعة قناة السويس، يقلل من تأثير توسعة قناة السويس على حركة الأنواع بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط.
وقال، إن الهجرة أمر طبيعي، خاصة مع تغير المناخ والاحتباس الحراري الذي يتسبب في هجرة الأنواع البحرية من الجنوب إلى الشمال – وبعض الأنواع، مثل قناديل البحر، نشأت في المحيط الأطلسي وليس في قناة السويس”.