بشغف وتواضع وعفوية ومثابرة، انخرطت السيدة مصكولة باعمر، منذ عدة سنوات، في العمل الجمعوي، مما جعل منها مثالا للمرأة الحرة والمتمرسة في هذا المجال.
ووعيا منها للمكانة المتميزة للمرأة الصحراوية في مجتمع “البيظان”، تمكنت السيدة مصكولة من تحقيق الحلم الذي كان يراودها منذ الطفولة، من خلال انخراطها سنة 2005 في جمعية “تاورطة” التي تنشط في مجال إدماج النساء.
وقالت الناشطة الجمعوية، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، وهي تتذكر بداياتها الأولى في المجال الجمعوي وتطورها وتجربتها، “أشعر بسعادة غامرة ورضا كبير وأنا أعمل في المجال الجمعوي، الذي يشكل الانشغال الأول لدي”.
وبعد مسار تعليمي منتظم توجته بالحصول على شهادة الباكالوريا والدراسات الجامعية في الآداب، انخرطت السيدة مصكولة بقوة في العمل الجمعوي في سنة 2010، كرئيسة لـ “جمعية قوس قزح للتنمية المستدامة” التي تروم حماية وتعزيز الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والبيئية للمرأة.
وفي سنة 2017، ترأست السيدة مصكولة جمعية “المنتدى الدولي للمرأة الصحراوية بجهة الداخلة – وادي الذهب”، التي تهدف إلى تعزيز عمل المرأة ومشاركتها النشطة في تدبير الشأن العام، خاصة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، مبرزة مساهمات المرأة في مجال تأطير وتعبئة المجتمع على جميع المستويات، وكذا جهودها لفائدة التنمية، على قدم المساواة مع الرجل.
وفي نفس السنة، تمكنت السيدة مصكولة من تأسيس “شبكة نساء فاعلات” في جهة الداخلة – وادي الذهب، التي تتوخى إرساء المساواة ومقاربة النوع ونهج المساواة بين الجنسين، وضمان إشراك المجتمع المدن كقوة اقتراح داخل المجالس المنتخبة لفائدة البرامج التنموية الناجعة.
وتم تعيينها في سنة 2006 عضوا في عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، وعضوا في اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان في الداخلة – وادي الذهب في 2011.
وأضافت أنه “حرصا على إغناء تجربتي الجمعوية في مجال حقوق الإنسان، فقد شاركت في عدد من اللقاءات بالمغرب والخارج، مثل المشاركة في اللجنة الرابعة للأمم المتحدة بنيويورك في 2011، ودورات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف في سنتي 2005 و2006، والمنتدى العالمي لحقوق الإنسان الذي انعقد بمراكش في سنة 2014”. وتلقت السيدة مصكولة كذلك دورات تكوينية داخل المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومعهد جنيف الدولي، والمعهد الجمهوري الدولي، خلال الفترة ما بين 2011 و2017، مما مكنها من الاستفادة من مجموعة واسعة من المعارف حول مقاربة النوع، والمقاربة التشاركية، وآليات الديمقراطية التشاركية، وتدبير النزاعات، وهندسة المشاريع، والتدبير الإداري والمالي للجمعيات، وتقنيات الاتصال، والريادة النسائية، وكذا تقنيات وآليات الترافع.
وإلى جانب أنشطتها الجمعوية، استفادت السيدة مصكولة من دورات تكوينية داخل ومعهد كونراد إيدناور الألماني، في مجال التمكين السياسي للمرأة وريادة الأعمال خلال سنوات 2017 و2018 و2019.
وفي سنة 2018، أنشأت السيدة مصكولة مشروعا سياحيا تقليديا “صديقا للبيئة” بالقرب من “سبخة إمليلي”، بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من أجل جعل السياح يكتشفون جمال ذلك الموقع الطبيعي الفريد، حيث أسست بالقرب من هذه المنطقة جمعية “أهل الحسن” لتثمين المنتوجات المجالية، وتقديم يد العون للنساء في وضعية هشة ومساعدتهم في الحصول على دخل.
كما أسست تعاونية “مصكولة” لتثمين منتوجات الصيد البحري في جهة الداخلة – وادي الذهب، مشيرة إلى أن تعاونيتها هي الأولى على مستوى الجهة التي شاركت في معرض آليوتيس الذي نظم خلال السنة الماضية في أكادير.
وفي ما يتعلق بوضعية المرأة المغربية، ترى السيدة مصكولة أنه “بالرغم من المكاسب الكبرى التي تحققت، فلا يزال هناك الكثير مما يجب فعله، خاصة في مجال المشاركة السياسية للمرأة”.
واعتبرت أن المرأة المغربية، والصحراوية على الخصوص، تمتلك جميع المؤهلات التي تمكنها من تدبير الشأن المحلي، خاصة أنها لا تفتقر إلى المهارات اللازمة للمساهمة في تعزيز التماسك الاجتماعي والدفاع عن الوطن.
وأكدت، في هذا الصدد، أن النساء الصحراويات حاضرات بكل ثقلهن ومواهبهن في جميع مناحي الحياة، السوسيو-اقتصادية والسياسية والثقافية والرياضية، ويسعين جاهدات إلى تعزيز وتثمين معارفهن و وقدراتهن على تخطي مجالات جديدة باستمرار.
ووفقا للسيدة مصكولة، فإن المرأة الصحراوية نجحت في فرض نفسها في مختلف المجالات حيث تشغل الآن مكانة خاصة بفضل جهودها الشخصية ومثابرتها والحظوة التي تتمتع بها داخل المجتمع الحساني.
وعبرت عن اقتناعها بضرورة مواصلة الكفاح من أجل دعم ومواكبة نساء أخريات حتى يستفدن من نفس الفرص، وأن يكتسبن الثقة للانخراط في كل ما اعتبر “خطأ” مجالا مخصصا للرجال.
وعبرت السيدة مصكولة، التي لا تعترف بكلمة “مستحيل”، عن استعدادها لمواجهة تحديات جديدة باستمرار، ولخدمة الوطن الأم بإخلاص وعلى الدوام.
و م ع