“ولفة اكدا” من نساء البحر التونسيات اللاتي اخترن مهنة البحر قسرا و طوعا، كنمط كسب وعيش، كغير عديدات من نساء غار الملح بتونس.
في حوار مع “المغرب الأزرق”، حيث كان اللقاء على ضفاف بحيرة غار الملح ،حيث تتناثر أقفاص الصيد و الشباك و معدات أخرى تستعمل في الصيد، منها ما يستعمل في صيد السمك و منها ما يستعمل لصيد السلطعون.
تقول ولفة : “منذ عشر سنوات واعمل في الصيد” و ليست وحدها فالمنطقة تقع على الساحل التونسي مصنفة منطقة رطبة، بها مينائين أحدهما للصيد الصناعي و أخر أشبه ما يكون أثري مخصص للصيد الحرفي،و بينهما تقع بحيرة غار الملح.
“اخرج ساعات مع زوجي أو مع ولدي أو لوحدي”،هكذا تمضي ولفة يومها او جزء من حياتها بين تدبير البيت و كسب العيش و مساعدة زوجها.
نساء البحر بمنطقة غار الملح منظمات في إطار تنظيمات مهنية/اتحادات، تتكامل فيها الفلاحة و الصيد البحري في انسجام مع الطبيعة.
ولفة و إن أسرت معاناة الصيادين الحرفيين بسبب قلة المصطادات و تدني قيمتها، وسط منافسة شرسة و تكالب قساوة الطبيعة و آفة التلوث و ظهور الضيف الثقيل”داعش” ، فالحال منصوب على ضرورة الالتفات الى شريحة نساء البحر و إحداث برامج موازية و بدائل تخفف عن البحيرة الجهد و تقي الفاقة للصيادين.
منذ أربع سنين ظهر السلطعون الأزرق الملقب ب “داعش” ببحيرة غار الملح و معه اختفت الأسماك -تقول ولفة-، هذا الحي الغازي و الغربي على المنطقة، و بعد معاناة تم تطويعه لتكون له مكانة على قائمة المصطادات، بل و يتم تثمينه .
قطاع الصيد البحري و الفعاليات المهنية و المكتب الاقليمي لشمال افريقيا التابع لمنظمة الفاو، وحدوا الجهود نحو تحويل الازمة الى فرصة يستفيد منها الصيادون التونسيون، بملائمة تقنيات الصيد و تثمين السلطعون الأزرق حيث أحدثت ثلاث وحدات صناعية تعالج المنتوج و تصدره الى الخارج و تحديد اسيا و الصين.
رغم ذلك تقول ولفة: ” نصطاد داعش/ نبيعه،لكن للأسف بثمن زهيد، مقابل ارتفاع التكاليف”
مرد ذلك يقول أحد الصيادين هو ارتفاع العرض و غياب سياسية حكيمة في تدبير هذا النوع من المصطادات .
“محدودية وحدات الاستقبال و التحول الفجائي نحو هذا النوع، رفع من المعروض مقابل الطلب ، و هو ما يفسر تدني القيمة المالية”.
ختمنا اللقاء مع ولفة كرمز لنساء البحر بتونس اللاتي يمتهن الصيد الحرفي المعاشي و من خلالها نساء البحر عبر العالم، عن المطالب و الرسالة،فكان الجواب نحتفظ به باللهجة التونسية : ” أريد اخدم على داعش، أريد الدولة تساعدني ،أريد داعش يتم بيعه بثمن غالي، لان ثمن الطعم غالي ،نقوم بالاصطياد بالقفص” .
سلمى بلعلالي محررة متدربة.