سجلت أثمنة المنتوجات السمكية بالأسواق المتواجدة بإقليم اسفي ارتفاعا ملموسا، وهو ما خلف استياء كبيرا لذا المستهلكين ، علما أن هذه المنتوجات البحرية تشهد إقبالا كبيرا خلال هذا الشهر، وقد شملت الزيادة مختلف أصناف المنتوجات البحرية، على الرغم من كل التدابير التي سبق أن أكدت عليها الوزارة الوصية على القطاع بهدف ضمان استقرار الأسعار.
وبلغت أسعار بعض المنتوجات البحرية، بحسب ما تم معاينته ، بأحد بسوق البركة لبيع السمك، “ميرلا” 60 درهما، “الصول” 70 درهما، “الراية” 50 درهما، “السمطة” 50 درهما، “روبيو” 40 درهم،”الكرمان” 120 درهم، “قيمرون” 130 درهم بينما يتراوح سعر السردين ما بين 12و 15 درهما، وقد ترتفع الأثمان الأسماك في مجملها حسب نوعية وجودة السمك،
وارجع احد تجار السمك بسوق البركة بمدينة اسفي، أسباب ارتفاع أسعار الأسماك بارتفاع الطلب على هذه المنتجات مقابل تراجع في العرض، في الوقت الذي تعتبر فيه مدينة اسفي عاصمة السردين ومع ذلك تشهد زيادة في هذا المنتوج البحري المتوفر بكثرة بسواحل الإقليم ، مقارنة مع ما كان عليه الثمن قبل رمضان، مبرزا أن غالبية المواطنين يقبلون بكثرة على استهلاك الأسماك خلال رمضان.
و عبر مجموعة من المواطنين، عن غضبهم الشديد، بشأن ارتفاع أسعار السمك بهذه الطريقة المهولة، مبرزين أن مدينة اسفي تتوفر على سواحل شاسعة تعرف معظمُها نشاطاً مكثفاً للصيد البحري، كان من المفروض أن يجعل من الأسماك بديلاً غذائيا مناسباً وبأثمنة ملائمة للأسر المغربية، التي تعرف قدرتها الشرائية تدهوراً متواصلاً من جراء غلاء معظم المواد الغذائية .
و أبرز مصدر من مندوبية الصيد البحري بآسفي، أهمية أسطول الصيد البحري بآسفي الذي يشتغل بالمياه الإقليمية لأسفي، و المتشكل من مراكب الصيد الساحلي والصيد التقليدي، هذا الأخير يصل عدد القوارب به بالإقليم حوالي 1219 من بينهم 891 قاربا يتواجدون بميناء مدينة اسفي، وبخصوص مراكب الصيد الساحلي، فهي مكونة من مراكب صيد السردين عددها74 مركبا ومراكب الصيد بالجر حوالي 68 مركبا أما مراكب الصيد بالخيط ، فيصل عددها 53 مركبا، جميع مكونات هذا الأسطول، تشغل يد عاملة مهمة واطر خبيرة بقطاع الصيد البحري ، بحيث يزيد عدد البحارة المسجلين عن 12 ألف وستمائة بحار، فيما يصل عدد البحارة الناشطين حوالي 5022 بحار، منهم 2612 يشتغلون بالصيد الساحلي و 2410 بحار يشتغلون بالصيد التقليدي، وتزيد نسبة الإنتاج سنويا عن 42 ألف طن وتتوزع الكميات المفرغة بمختلف أسواق السمك ومراكز فرز السمك الصناعي وتشمل عدة أنواع منها على الخصوص السمك السطحي، والسمك الأبيض، والرخويات، والقشريات والصدفيات، وتخصص الكميات المفرغة لاستعمالات شتى كالاستهلاك، والتصدير والتصبير، وصناعة دقيق السمك ومشتقاته.
وأوضح التاجر المذكور، أن من بين العوامل التي تساهم في ارتفاع أسعار الأسماك خلال هذه الفترة هي اضطراب الأحوال الجوية، حيث يمنع ذلك الصيادين من الخروج للصيد، مما يجعل الأثمنة المتداولة بالأسواق مرتفعة بشكل ملحوظ، مضيفا أن غلاء المنتجات البحرية يؤثر على الزبون الذي قد يتراجع عن الشراء، مما يعود بالخسارة على التجار.
وللتذكير، فقد كان مجموعة من مجهزي الصيد في أعالي البحار وبتنسيق مع كل من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ووزارة الداخلية، قد أطلقوا مبادرة الحوت بثمن معقول في دورتها السادسة، و تراهن هذه المبادرة على طمأنة المستهلك المغربي على حاجياته من الأسماك المجمدة وبأثمنة تفضيلية ، وذلك من اجل التخفيف من التحديات التي يعرفها المنتوج السمكي في الأسواق، خصوصا وأن شهر رمضان أصبح يتقدم بشكل كبير نحو الأشهر الأولى، من السنة التي تتسم بالتقلبات الجوية، والتي يكون لها عادة إنعكاسات كبيرة على توفير المنتوج البحري، إلا أن هذه المبادرة استثنيت منها مدينة اسفي التي تفتقد إلى سوق السمك للبيع الثاني.
عبد الرحيم النبوي-المغرب الأزرق-أسفي