يشهد العالم ارتفاعًا مقلقًا في درجة حرارة البحار ، بما فيه شمال المحيط الأطلسي حول المملكة المتحدة، و هو ما يدفع الحكومة البريطانية إلى حث الباحثين لدراسة تأثير هذه التغيرات على الإمدادات الغذائية المحلية.
تغيرات ملحوظة في الحياة البحرية
يشير تقرير صادر عن خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ إلى ارتفاع متوسط درجة حرارة سطح البحر في المحيطات بمقدار 0.6 درجة مئوية خلال الأربعين عامًا الماضية، وحوالي 0.9 درجة مئوية منذ عصر ما قبل الصناعة. وقد أدى هذا الارتفاع إلى تغيرات ملحوظة في الحياة البحرية حول المملكة المتحدة، حيث اضطر الصيادون إلى التوجه شمالًا لصيد الأسماك التقليدية مثل القد والحدوق والسلمون . وفي الوقت نفسه، ظهرت أنواع جديدة من الأسماك في المياه البريطانية مثل الأنشوفة والتونة الزرقاء والسردين والحبار والماكريل الأحمر.
مشروع TiMBER لدراسة نقاط التحول المناخية
للتصدي لهذه التحديات، أطلقت الحكومة البريطانية مشروعًا بحثيًا جديدًا تحت اسم “التنبؤ بنقاط التحول في الكيمياء الحيوية البحرية واستجابات النظام البيئي” (TiMBER) بقيادة جامعة إيست أنجليا. ويهدف المشروع إلى دراسة تأثير نقاط التحول المناخية على النظم البيئية البحرية، خاصة في شمال المحيط الأطلسي، الذي يعتبر من أكثر المناطق عرضة للتأثر بالتغيرات المناخية.
يهدف المشروعالى فهم أفضل لتأثير نقاط التحول على الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي، الى جانب تطوير أدوات لفهم وتقييم المخاطر المترتبة على نقاط التحول في النظم البيئية البحرية.
كما يهدف المشروع الى قياس تأثير نقاط التحول على امتصاص المحيط لانبعاثات الكربون، و إنشاء نظام إنذار مبكر للتنبؤ بالتغيرات البحرية، و هو ما سيمكن المملكة المتحدة من الاستعداد والتكيف مع التغيرات البحرية.
البروفيسور جوليان بلو، نائب رئيس الجامعة للأبحاث والابتكار في جامعة إيست أنجليا قال : “يسعدني أن خبرتنا في أبحاث علوم المناخ قد تم الاعتراف بها من خلال منح هذه المنحة، بالتعاون مع الشركاء الرئيسيين الذين هم أيضًا قادة في مجالات تخصصهم……من خلال العمل معًا، سيمكن هذا المشروع من الاسهام برؤى مهمة من شأنها أن تدعم الإجراءات التي تشتد الحاجة إليها بشأن التكيف مع المناخ والتخفيف من آثاره.”
أهمية البحث
يأتي هذا البحث في وقت حرج، حيث يتزايد القلق بشأن تأثير التغيرات المناخية على الأمن الغذائي العالمي. ومن المتوقع أن يساعد مشروع TiMBER في توفير معلومات قيمة لصناع القرار في المملكة المتحدة والعالم أجمع، مما يمكنهم من اتخاذ إجراءات فعالة للتخفيف من آثار التغيرات المناخية على النظم البيئية البحرية.