تعزز المشهد الثقافي المغربي بإصدار جديد تحت عنوان:” واقع المغرب البحري ورهان تحقيق تطور يواكب التوجه العالمي للاقتصاد الأزرق”، للكاتب الدكتور مولود اسباعي، تم توقعه مؤخرا في حفل بهيج حضرته ثلة من المفكرين والمثقفين والمهتمين بالشأن البحري.
الإصدار الجديد، حسب الورقة التقديمية للعربي مهيدي رئيس جامعة غرف الصيد البحري، جاء في سياق ارتبط فيه القطاع البحري المغربي بالتوجهات الاستراتيجية الدولية حول الاقتصاد الأزرق، من خلال تبني اعتمـاد اسـتراتيجية وطنيـة للاقتصـاد الأزرق تتسـم بالاسـتدامة والقـدرة علـى الإدمـاج وتسـتجيب للخصوصيـات الجهويـة وترتكـز علـى القطاعـات الاقتصاديـة التقليديـة، كالصيـد البحـري، والسـياحة والأنشـطة المينائيـة، مـع العمـل علـى النهـوض بقطاعـات جديـدة ذات إمكانـات نمـو عاليـة، كتربيـة الأحيـاء المائيـة، والسـياحة الإيكولوجيـة، والمنتجـات الحيويـة البحريـة أو التكنولوجيـا الحيويـة البحريـة، وبنــاء الســفن والطاقــة وغيرهــا. وتهــدف هــذه الاســتراتيجية إلــى تعزيــز موقــع المغــرب علــى الصعيــد الدولــي، وعلـى مسـتوى الشـراكات الإقليميـة بالاسـتفادة مـن الفـرص في مجـال أدوات التمويـل الجديـدة للاقتصـاد الأزرق وتمويـل المنـاخ.
وأضاف المتحدث، ان الكتاب جاء كمساهمة علمية جديدة لإحياء الضمير، لدى الباحثين والفاعلين والمهتمين بالشأن البحري، من أجل استغلال هذا الموروث الطبيعي وما يزخر به من خيرات وموارد بشكل معقلن ومستدام، في وقت يشكو فيه البحث العلمي حول المغرب البحري، وهذا بالرغم مما يمكن أن يساهم به في التنمية الشاملة، على اعتبار أن المجال البحري الشاسع الذي يغطي الشواطئ المغربية والذي يتجاوز 3500 كلم، بواجهتين بحريتين على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
وأوضح العربي مهيدي في تقديمه للكتاب، انه في اللحظة التي تثار فيه كثير من التساؤلات حول واقع القطاعات البحرية بالمغرب، جاءت دراسة الدكتور مولود اسباعي، كمحاولة لرفع الستار وكشف ما تكتنزه أغوار البحار والمحيطات، وإثارة واقع المغرب البحري الغني بثرواته وتجلياته وتنظيماته، والسياسات العمومية المعتمدة، للرهان على مواكبة التوجه العالمي للاقتصاد الأزرق. في سياق أدرك فيه المجتمع الدولي، أن البحار لم تعد مجرد حلقة وصل وتبادل المصالح بين مختلف الشعوب، ومصدر ثروة طبيعية حية وغير حية لضمان تنمية سوسيو-اقتصادية فقط، أو أنها أصبحت عبارة عن “صندوق للقمامة”، فكر فيه الإنسان لتفريغ فضلاته ونفاياته السائلة والصلبة والغازية مع كل ما يترتب عن ذلك من آثار سيئة بالنسبة للبيئة والسلامة البحرية، ناهيك عن كل أعمال السطو والنهب والاعتداء التي قد تتعرض له الأرواح والأموال والخيرات الطبيعية بل وسيادة الدول داخل هذه المناطق البحرية، بل أصبح المجتمع الدولي في وعي تام بالأهمية التي أضحى يكتسبها الاقتصاد الأزرق، وما يمكن أن يقدمه من أدوار في تحريك عجلة التنمية، مما دفع بالدول الساحلية ومنها المغرب بالتوجه نحو استغلال مجالها الأزرق.
عبد الرحيم النبوي-المغرب الأزرق-اسفي