حول الفحم رمال شاطئ مدينة الزهور”المحمدية” الى بعقة سوداء ، حيث طالبت جمعيّة زهور للبيئة والتنمية المستدامة الجهات الوصيّة والمعنية بالتدخل بشكل عاجل لمنع كل ما من شأنه أن يضر البيئة المحلية والأحياء البحريّة ويشوه المنظر العام للشّاطئ، مستنكرة “صمت مسؤولي جماعة المحمدية وعدم تدخلهم أو إصدار بيان توضيحي بخصوص هذه المادة السوداء التي تستقبلها رمال شاطئ المركز على مدى السنوات الأخيرة”.
و أشارت الجمعية الى أن المادة المنتشرة هي عبارة عن بقايا الفحم الحجري المحترق و مصدره شركة إنتاج الكهرباء المتواجدة على الشريط الساحلي للمدينة.
تأثيرات التلوث بساحل المحمدية ضربت الثروة السمكية حيث سجل “مهنيي الصيد، وخاصة صيد السمك بواسطة القصبة، سجلوا التراجع الكبير في كميات السمك المصطاد بالشاطئ المعني، خلال الأعوام الماضية، بسبب التلوث المنتشر بالشاطئ، ما جعل الأسماك تتناقص سنة بعد أخرى، وبالتالي ضعف المدخول اليومي لهؤلاء الصيادين بشكل كبير، وتراجعت أعدادهم بنحو ملحوظ”.وفق بيان الجمعية.
جمعيّة زهور للبيئة والتنمية المستدامة بالمحمدية طالبت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة بـ”التحرك بشكل جدي ومستعجل لإيجاد حلول ناجعة ومستدامة لغبار الفحم الحجري المحترق، أو ما يصطلح عليه بالغبار الأسود، الذي أصبح انتشاره يعم البحر والبر والجو، وكذلك باقي المواد الملوثة الأخرى التي جعلت من مدينة المحمدية مستقرا لكل أنواع الأمراض التنفسية وأمراض الحساسية وباقي الأمراض المتعلقة بالتلوث الصناعي”.
و لفت رئيس جمعيّة زهور للبيئة والتنمية المستدامة محمد السحايمي الى استمرار استعمال بعض الوحدات الصناعية المنتجة للكهرباء الفحم الحجري كمادة اساسية و اولية، في ظل الطفرة التي يعرفها المغرب في مجال الانتقال الطاقي. محذرا من “ الارتفاع الكبير في نسبة المصابين بالأمراض التنفسية بكلّ أشكالها، وكذلك بعض الأمراض الأخرى”.
حيث لم يعد الأمر مقتصراً على انتشار الغبار الأسود المنبعث من المحطّة الحرارية في سماء المدينة وبرّها، بل وصل هذا السواد إلى مناطق حيوية وحسّاسة، مثل الشاطئ ورماله التي توشحت أيضا باللون الأسود، ما يشكّل تلوثا بصريا خانقا يستدعي أن تتحرك السلطات لإيقاف هذا الضرر الصحي والبيئي.يقول الناشط البيئي.
و شدد المتحدث عينه على أنه “من المهم أن نفهم أن البيئة البحرية هي جزء لا يتجزأ من نظام البيئة العامة، وأي تلوث بهذا الشكل يمكن أن يؤثر سلبًا على الأسماك والحياة البحرية والتنوع البيولوجي بشكل عام”، مسجلا أن “هذا يعني أن تداعياته لا تقتصر فقط على البيئة، بل تمتد أيضا إلى قطاعات مهمة مثل الصيد، والسياحة، وصحة السكان”.
كما كشف الفاعل البيئي أن “هناك مخاوف حقيقية الآن، ونقاشات محلية دائمة تسائل الضرر الملموس الذي ما فتئ يتسرب بين السكان، فلم تعد أعينهم تخطئه بحيث صار جزءا يزعج معيشهم اليومي، بعدما صار يدخل إلى بيوتهم وأسطح منازلهم بشكل شبه دائم”، منبها إلى وجود إجماع بين فعاليات المجتمع المدني حول خطورة هذه الكتل السوداء.
وأشار المتحدث في ختام حديثه إلى أن “هذا المشكل طرح داخل قبّة البرلمان قبل أشهر إثر سؤال موجه للوزيرة المعنية بالتنمية المستدامة، وكذلك في المنابر البيئية، وبحضور أصحاب الاختصاص، وإلى حد الساعة لا جديد يذكر فيه رغم خطورته على كافة المناحي والأصعدة، مناخيا وصحيا؛ فيما يبقى الحل دائما هو التسريع نحو مشاريع الطّاقة المتجددة”.
المغرب الأزرق-هسبريس.