أكد المنتظم الدولي خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الاربعاء 11 دجنبر على الدور الحاسم الذي تلعبه المحيطات في دعم الحياة على الأرض، و الحاجة إلى التعاون الدولي لمعالجة التحديات الملحة التي تواجهها محيطات و على رأسها تغير المناخ والتلوث والصيد الجائر، والتي تهدد النظم البيئية البحرية وسبل عيش الملايين.
و ذلك اثر تلاوة تقرير الأمين العام حول أهمية الحفاظ على بيئة بحرية عالمية صحية ومستدامة وقائمة على القواعد.
أهمية التعاون الدولي
مندوبو الدول الأعضاء ابرزوا ضرورة التعاون العالمي في معالجة التحديات العديدة التي تواجه المحيطات، حيث شددوا على أهمية الاستفادة من الاتفاقيات الدولية والأطر القانونية القائمة لتعزيز التعايش المتناغم بين الدول.
ممثل البرتغال، متحدثًا نيابة عن مجتمع البلدان الناطقة باللغة البرتغالية، أشار إلى الحاجة الملحة إلى عمل دولي متضافر. لافتا إلى أن ارتفاع مستويات سطح البحر وارتفاع درجة حرارة المياه وزيادة التلوث البحري تتطلب نهجًا تعاونيًا، مبرزا التزام مجموعته بمشاركة أفضل الممارسات وتعزيز الشراكات البحثية لمعالجة هذه القضايا بشكل فعال.
من جهته أكد ممثل قبرص على أهمية اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار باعتبارها قوة توجيهية للإدارة المستدامة للمحيطات، مشيرا الى أن الالتزام بالتعددية أمر بالغ الأهمية لضمان الإدارة العادلة لمحيطات العالم.
ممثل الاتحاد الأوروبي، أعرب عن قلقه إزاء تدهور صحة المحيطات بسبب تغير المناخ والتلوث. داعيا المنتظم الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه التهديدات، وتعزيز الحاجة إلى التعاون بين جميع الدول.
حقوق الملاحة والنزاعات البحرية
الجمعية العامة للأمم المتحدة تناولت ملف حقوق الملاحة والنزاعات البحرية ، حيث. أكدت ممثلة الولايات المتحدة على أهمية الحفاظ على الحريات الملاحية، وخاصة في ضوء المحاولات الرامية إلى عرقلة الأنشطة البحرية المشروعة. حيث دعت بالمناسبة جميع الدول إلى حل النزاعات الإقليمية والبحرية سلميا، وخاصة فيما يتعلق ببحر الصين الجنوبي.
و أعربت ممثلة الولايات المتحدة عن قلقها إزاء ما أسمته “المطالبات البحرية التوسعية وغير القانونية” في تلك المنطقة، حيث حثت على الالتزام بالمبادئ المنصوص عليها في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
مندوب الفلبين سلط الضوء على “حالة الطوارئ البحرية” التي تواجهها بلاده، معربا عن ادانته لتصرفات الصين الأخيرة فيما يتعلق بالخطوط الأساسية البحرية في بحر الصين الجنوبي، مؤكدًا أن الفلبين وحدها لها الحق في إنشاء خطوط أساسية في مياهها الإقليمية.
بالمقابل اعتبر ممثل الصين أن الجمعية ليست المكان المناسب لمناقشة قضية بحر الصين الجنوبي. مؤكدا أن موقف بلاده ثابت وحازم، حيث أعرب عن رفضه أي مطالبات تقوض سيادتها، مشيرا أن هذا الخلاف المستمر على تعقيدات الحوكمة البحرية والحاجة إلى الحوار الدبلوماسي.
الفوائد الاقتصادية لمحيط صحي
مناقشات المشاركين أجمعت على الفوائد المادية والاقتصادية للحفاظ على بيئة محيطية صحية. حيث سلط ممثل إندونيسيا الضوء على دور المحيط في الأمن الغذائي العالمي ودعا إلى تقنيات مبتكرة لضمان سلاسل إمدادات غذائية مستدامة. مشددا على أهمية الشراكات الدولية لتطوير حلول فعالة من حيث التكلفة تعمل على الحد من الخسائر الغذائية والاقتصادية.
وأعرب مندوب موناكو عن التزام بلاده بالحلول المبتكرة للحفاظ على المحيطات، وخاصة في حماية الأنواع الهشة مثل المرجان الأحمر. مشيرا إلى أن موناكو تعمل بنشاط على مشاريع لمعالجة الطحالب السامة وتحويلها إلى مركبات مفيدة للزراعة الحرجية. كما سلط ممثل جزر مارشال الضوء على أهمية الشراكات المستدامة مع القطاع الخاص، وعرض اتفاقية مع وول مارت لتوريد التونة المعلبة المعتمدة والمستدامة.
وتوضح هذه المبادرات كيف يمكن للمحيط الصحي أن يساهم في الرخاء الاقتصادي مع ضمان الاستدامة البيئية.
دور المعلومات العلمية والمشاركة المجتمعية
تعد المعلومات العلمية الدقيقة أمار حيويا للحوكمة الفعالة للمحيطات. و هو ما أكدته مندوبة كوستاريكا بالحاجة إلى معلومات حقيقية ومحايدة من جميع كيانات الأمم المتحدة. حيث دعت إلى المشاركة الفعالة من جانب الدول الجزرية الصغيرة النامية في المناقشات حول سياسات المحيطات، مشيرة الى إن مؤتمر المحيطات القادم للأمم المتحدة، الذي تستضيفه كوستاريكا وفرنسا في عام 2025، يقدم فرصة لجميع الدول للمشاركة على أعلى مستوى.
من جهته سلط ممثل تونجا، متحدثًا باسم منتدى جزر المحيط الهادئ، الضوء على اعتماد المنطقة على مواردها المحيطية الشاسعة، مرحبا بالقرارات الأخيرة الرامية إلى معالجة التلوث البلاستيكي ، حيث أشاد بالتقدم المحرز في تطوير أدوات دولية ملزمة قانوناً. ويؤكد التزام منتدى جزر المحيط الهادئ بحماية بيئتها الطبيعية على أهمية التعاون الإقليمي في إدارة المحيطات.