“نحن هنا، في الداخلة، جوهرة أفريقيا، لنبني معا رؤية جريئة ومستدامة للاقتصاد الأزرق لقارتنا” هكذا استهل السيد حسن السنتيسي الادريسي رئيس الجامعة الوطنية لصناعة و تثمين المنتجات البحرية FENIP كلمته الافتتاحية بمناسبة إنطلاق أشغال المنتدى الافريقي للصناعات السمكية و تربية الاحياء المائية “المنتوجات البحرية من أجل افريقيا، الذي تحتضنه مدينة الداخلة من 4 الى 6 دجنبر الجاري.
رؤية و حسب السيد حسن السنتيسي الادريسي، مستلهمة من حكمة جلالة الملك محمد السادس السديدة و نظرته العميقة و البعيدة لتحقيق الرخاء المشترك في الاستدامة.
الحدث الافريقي البارز ، تميز بحضور وازن لمسؤولين و صناع قرار في شؤون الاقتصاد الأزرق و الصناعات السمكية و البحث العلمي ، من أكثر من 15 دولة افريقية، و من منظمات افريقية و هيئات مهنية وطنية و دولية ، ما يعكس الثقة في مبادرة SEAFOOD4AFRICA، من أجل بلورة صورة لمستقبل مشرق و أكثر انفتاحا على الفرص.
“إن تعبئتكم تثبت أن تنمية الاقتصاد الأزرق هي قضية أفريقية عامة، ويمكننا معًا مواجهة هذا التحد” يقول السيد السنتيسي.
و يضيف رئيس الجامعة الوطنية لصناعة و تثمين المنتجات البحرية FENIP، “هذا المنتدى ليس حدثا بسيطا، إنه مثال على الطموح المشترك لبناء اقتصاد أفريقي أزرق يعتمد على ثلاث ركائز أساسية:
- الاندماج ، بحيث يكون شبابنا ونساؤنا ومجتمعاتنا الساحلية في قلب تنميتنا.
- الاستدامة، للحفاظ على مواردنا البحرية ودورها الحيوي في توازن كوكبنا.
- التكامل الإقليمي، لتعزيز التجارة وجعل أفريقيا لاعبا رئيسيا في الاقتصاد الأزرق العالمي”.
السيد السنتيسي و في كلمته سلط الضوء على ما تتعرض له الموارد البحرية من ضغط الى جائب تأثير التغير المناخي و التلوث و ما يترتب عنه من آثار و تداعيات، ما يفرض تبني إدارة صارمة ومستدامة لصيد الأسماك، مع البحث عن بدائل مبتكرة وقادرة على الصمود.
وفي هذا الإطار لفت السيد السنتيسي الى أهمية قطاع تربية الأحياء المائية كحل أساسي لمواجهة هذه التحديات في تخفيف الضغط على المخزون السمكي و توليد يوفر فرص اقتصادية كبيرة، دعيا في نفس الوقت الى الانفتاح على التجارب الناجحة حول العالم، مثل النرويج بالنسبة لسمك السلمون، والصين، والهند، وغيرها.
كما دعا الى الاستفادة من التجربة المغرب في تربية الأحياء المائية و الإستفادة من الخبرة و تقاسمها بين جميع البلدان الافريقية لجعل تربية الأحياء المائية محركا للتحول الاجتماعي والاقتصادي.
و هي تجربة تندرج ضمن رؤية شمولية من أجل الاستدامة في الصيد البحري و كأحد الأهداف الكبرى لاسترتيجية اليوتيس التي اعتمدها المغرب منذ2009، حيث يتكيف التطور مع النظم البيئية بكل احترام، و تجمع بين الابتكار والاستدامة وخلق فرص العمل.
“بفضل استراتيجية هاليوتيس التي أطلقها صاحب الجلالة نصره الله، لقد أثبت المغرب، أنه من الممكن تحويل قطاع ما مع احترام النظم البيئية. لقد قمنا بتحديث بنيتنا التحتية، وتحسين سلاسل القيمة لدينا، واعتمدنا ممارسات الصيد المسؤولة. إن هذا النجاح، الذي كان ثمرة رؤية ملكية ومشاركة كاملة من قبل كافة الأطراف المعنية، هو دليل على أن التقدم مستمر
لا يمكن تحقيق ذلك من خلال استراتيجية واضحة وجهود متضافرة.
ويسعدنا أن نتقاسم هذه التجربة مع إخواننا الأفارقة، بروح الشراكة بين بلدان الجنوب العزيزة على جلالته. أفريقيا مليئة بالمواهب والأفكار والموارد. معًا، يمكننا التغلب على تحدياتنا وجعل الاقتصاد الأزرق أداة لتحقيق الرخاء المشترك” يقول السيد حسن السنتيسي..
رئيس الجامعة الوطنية لصناعة و تثمين المنتجات البحرية FENIP دعا الى التحلي بالجرأة ،مشيرا الى أن “مستقبل أفريقيا يُبنى بالجرأة والابتكار”،حيث قدم حزمة من المقترحات التي قد تشكل جوء من الحل و منها:
1 إنشاء بورصة أفريقية لمصايد الأسماك، وهو مشروع هيكلي من شأنه تسهيل التجارة وتعظيم القيمة المضافة لمنتجات المأكولات البحرية على المستوى القاري.
2 إنشاء ائتمان بحري قاري، مع خبرة في مجال صيد الأسماك و الصناعة السمكية لتمويل الابتكارات ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، ودعم التحول نحو الممارسات المستدامة وتشجيع التجارة البينية الأفريقية والدولية.
3 إنشاء وتطوير صناعة أفريقية لتصنيع المعدات البحرية، للحصول على التقنيات وتصنيع المعدات الضرورية لسيادتنا محليًا في جميع مراحل سلسلة القيمة.
4 إنشاء أحواض بناء السفن من الجيل الجديد، التي تجمع بين الاستدامة وكفاءة الطاقة، بما يتماشى مع المتطلبات المناخية الحالية.
5 إنشاء مركز أفريقي للتدريب والتميز والبحث والتطوير لدعم نمو وتنمية الاقتصاد الأزرق الأفريقي. و الاستفادة من امكانيات و خبرة المغرب في هذا الإطار.
مقترحات نيرة لمستقبل أفضل تحتاج الى التزام و عمل جماعي، حيث يبقى المنتدى الافريقي للصناعات السمكية و تربية الأحياء المائية فرصة للتباحث حول سبل تنزيلها.
“هذا المنتدى هو منبر للأمل، ولكنه أيضا دعوة للعمل. لنكن جريئين. دعونا نحول مناقشاتنا إلى تعاون دائم، وتحدياتنا إلى فرص، وأفكارنا إلى مشاريع ملموسة. إن المستقبل الذي نريده لأفريقيا يبدأ هنا اليوم.
لقد رأيت هذا القطاع يتطور ويتقدم ويتغلب على العقبات. لكنني أعلم أيضًا أنه يستطيع الذهاب إلى أبعد من ذلك بكثير. وبإلهام من الرؤية الملكية، ويوحدنا طموح مشترك، لدينا الوسائل اللازمة لبناء اقتصاد أفريقي أزرق يكون نموذجا للعالم.
وإنني أدعوكم إلى استكشاف هذه وجهات النظر معًا، وتكوين شراكات طموحة، ووضع هذا المنتدى في التاريخ باعتباره نقطة تحول لقارتنا.
أشكركم على اهتمامكم والتزامكم وتواجدكم في الداخلة، بوابة أفريقيا إلى المستقبل.
التزامي يتجاوز بكثير المنصب الذي أشغله.
إنه التزام صادق صاغه نصف قرن من الجهود الرامية إلى تعزيز مواردنا البحرية والابتكار ومواجهة التحديات المعقدة في كثير من الأحيان” . يقول السيد حسن السنتيسي الادربسي رئيس الجامعة الوطنية لصناعة و تثمين المنتجات البحرية FENIP