في إطار برنامجها الميداني لتفقد سير الخطوط الإنتاجية بقطاع الصيد البحري، حلت السيدة زكية الدريوش، كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري اليوم الخميس 15 ماي 2025 بمدينة العرائش، في زيارة لإحدى المجموعات الرائدة في الصناعات السمكية ، خاصة الأنشوبة.
حيث تم الوقوف على سير عمليات معالجة وتحويل وتثمين الأسماك السطحية الصغيرة، وذلك في إطار التوجهات الاستراتيجية لكتابة الدولة الرامية إلى تعزيز تنافسية الصناعة المحلية وتطوير المنتجات البحرية ذات القيمة المضافة العالية، بالإضافة إلى تعزيز الحضور في الأسواق المحلية والدولية والرفع من التشغيل المحلي.
وتأتي هذه الجهود انسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تحفيز الاستثمار في قطاع الصيد البحري وتعزيز اقتصاد بحري مندمج ومستدام يخدم المواطن، حيث تشكل مخططات تهيئة مصايد الأسماك السطحية الصغيرة، والأخطبوط، وأبو سيف، والتونة الحمراء على مستوى الدائرة البحرية للعرائش، دعامة أساسية في ضمان تزويد الوحدات الصناعية بالمواد الأولية من الأسماك بشكل منتظم.
و تستفيد الدائرة البحرية للعرائش من مواكبة مهمة في إطار تنفيذ استراتيجية القطاع، بغلاف مالي بلغ 85 مليون درهم. وقد مكنت هذه الاستثمارات من بناء سوق لبيع السمك بالجملة من الجيل الجديد، و رقمنة نظام البيع بالمزاد، وتحديث الأسطول الساحلي والتقليدي ضمن برنامج “إبحار”.
كما استفادت قوارب الصيد التقليدي من تجهيزات تقنية شملت الرقاقات الإلكترونية (RFID) وصناديق عازلة للحرارة. وفي الجانب الاجتماعي، تم تعميم التغطية الصحية على جميع البحارة التقليديين النشيطين منذ سنة 2018.
ويضم النسيج الصناعي بالعرائش عشر وحدات متخصصة في تثمين وتحويل المنتجات البحرية، ست منها تنشط في قطاع شبه المصبرات. وتوفر الدائرة البحرية للعرائش إجمالاً 13.332 منصب شغل مباشر، أي 5% من إجمالي مناصب الشغل الوطنية في القطاع، منها 8.903 منصب في البحر و4.429 منصب في وحدات التثمين البرية، بما في ذلك 3.458 منصب في قطاع شبه المصبرات.
يُذكر أنه خلال سنة 2024، سجلت الدائرة البحرية للعرائش حجم تفريغ بلغ 13.841 طناً، بقيمة مالية تجاوزت 333 مليون درهم، وتُعد من بين الأكثر تميزاً على الصعيد الوطني من حيث نشاط “المزارب”، الذي يمثل نسبة 33% من الإنتاج الوطني.
وتعمل كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري على تنفيذ برامج دعم ومواكبة تهدف إلى تعزيز تنافسية القطاع، وتحسين ظروف اشتغال المهنيين، وتشجيع المشاريع المنتجة والمُدِرّة للدخل، وتشمل تحديث البنيات التحتية، وتعزيز تتبع المنتجات البحرية، والتكوين البحري، ودعم التعاونيات. وفي هذا الإطار، تنشط ثلاث تعاونيات للصيد البحري على مستوى الدائرة البحرية للعرائش، استفادت إحداها من برنامج دعم التعاونيات عبر طلب إبداء اهتمام أطلقته كتابة الدولة سنة 2021.
وعلى هامش الزيارة، عقدت السيدة كاتبة الدولة لقاءً تواصلياً مع ممثلي الجمعيات المهنية بالعرائش، خُصص لمناقشة الإشكاليات التي يواجهها قطاع الصيد البحري وبحث الحلول الممكنة في إطار مقاربة تشاركية قائمة على الإنصات والتشاور.