تشكل المنطقة الأطلسية الواقعة بين المملكة المغربية و الجمهورية الاسلامية الموريتانية مجالا حيويا لعديد من الاحياء البحرية و القارة و العابرة، حيث يعد السمك السطحي على راس القائمة، بالنظر الى أهميته السوقية و الغذائية و الاقتصادية كذلك بالنسبة للبلدين.
و تواجه المنطقة تحديات كبيرة و في مقدمتها تأثير التغيرات المناخية و الهجرة المناخية المتجسدة في احترار التيارات البحرية و تراجع المخزون من السمك السطحي و الأصناف التي تتغذى عليه. و هو ما يؤثر بالتسلسل على سلاسل القيمة و الأنشطة الاقتصادية و الاجتماعية للمجتمعات الساحلية.
و في هذا الاطار و في إطار المبادرة الأطلسية التي أطلقها العاهل المغربي الملك محمد السادس، عقدت اللجنة المغربية المورتانية المشتركة في الصيد البحري اجتماعها الدوري على هامش معرض اليوتيس حيث تباحث الطرفان فرص تعزيز التعاون و تطوير الشراكات.
كما وقعت بذات المناسبة الكنفدرالية المغربية لارباب سفن و معامل السمك السطحي (COMAIP) والفدرالية الوطنية للصيد البحري (FNP) الموريتانية إعلان نوايا بشأن الإدارة المستدامة لموارد الصيد البحري، في مراسيم أشرف عليها وزير الصيد البحري والبنية التحتية البحرية والموانئ الموريتاني الفاضل سيداتي أحمد لولي.
شراكة تجسد إرادة الفاعلين الاقتصاديين بالبلدين في تفعيل الشركات الاستراتيجية و دعم السياسات العمومية في الصيد البحري و تنسيق الجهود بين COMAIP وFNP من أجل صيد مستدام.
و من شأن هذا الميثاق تسهيل التبادلات المهنية وتطوير الحلول التي تتلاءم مع تحديات القطاع، حيث سيتم احداث لجنة يوكل اليها التنسيق و تبادل المعطيات و البيانات لتحسين إدارة الموارد الصيدية . علاوة على ذلك، سيتم تطوير برامج التدريب وبناء القدرات لمواصلة هيكلة المنظمات المهنية وتحسين قدرتها التنافسية.