تواجه بلدان شمال أفريقيا و مجتمعات الصيد البحري العديد من التحديات المشتركة في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي و تحقيق التنمية المستدامة. ويعود السبب في هذه التحديات إلى تراجع الموارد البحرية و انخفاض الإنتاجية بسبب تداعيات التغيرات المناخية على النظم الإيكولوجية و الصيد الجائر ، و ارتفاع تكاليف الإنتاج .
فاليريو كريسبي المكلف بالصيد البحري و تربية الأحياء المائية، بالمكتب الإقليمي لشمال أفريقيا بمنظمة التغذية و الزراعة FAO،و في مقابلة مع جريدة المغرب الأزرق، قال أن المنظمة تعمل بتنسيق مع الحكومات(الفلاحة و الصيد البحري)، و منظمات دولية كاللجنة مصايد البحر الابيض المتوسط ، في دعم البرامج ذات الصلة و توفير الدراسات و الخبرة العلمية و المواكبة و المصاحبة الفنية، من أجل تحقيق الأمن الغذائي و استدامة الموارد الطبيعية و كذلك استقرار الإنتاج و حماية المنتجين خصوصا الصغار.
و أضاف فاليريو أن المكتب الإقليمي لشمال أفريقيا الذي يغطي دول شمال أفريقيا من مصر الى موريتانيا، يشتغل على مشاريع و برامج منها تدبير مصب بنزرت بتونس و مشروع الأحياء المائية بسيدي افني بالمغرب و آخر في ترقية الاستزراع السمكي القاري بموريتانيا، هذا فضلا عن دعم مشاريع الاستزراع السمكي المندمجة بالمناطق الجافة التي تعد تجربة رائدة و غير مكلفة و تحقق مردودية مزدوجة على مستوى الإنتاج من المواد الفلاحية و كذلك الأحياء المائية، حيث عرفت التجربة نجاحا بتونس و تم نقلها الى الجزائر و الآن يجري التخطيط لها بموريتانيا.
و أكد فاليريو على أهمية التواصل كآلية لتنمية المدارك و المعارف حول أهم القضايا التي تهم الصيد البحري و الاستزراع السمكي، مشيرا الى أن المنظمة من خلال مكتبها الإقليمي برمج العديد من الورشات التكوينية لتعزيز قدرات التنظيمات المهنية و هي فرصة كذلك تمكن المشاركين من التعارف و تبادل الخبرات بين المستهدفين إن على المستوى المحلي أو بين الدول التي يغطيها المكتب الإقليمي لشمال أفريقيا.
و أوضح المكلف بالمكتب الإقليمي لشمال أفريقيا لدى منظمة التغذية و الزراعة، أن مجتمعات الصيد بالمنطقة هي في حاجة الى مواكبة و دعم من أجل ترقية أوضاعها الإقتصادية و الاجتماعية، ما يفرض تكاثف الجهود من أجل تنمية مستدامة خصوصا في ظل الإشكاليات المتعلقة بالتغيرات المناخية أو بظهور الأنواع الغازية كالسلطعون الأزرق أو التلوث و استعمال معدات الصيد من البلاستيك و الصيد غير القانوني، مشيرا الى أن قطاع الصيد البحري و تربية الأحياء المائية ورش مفتوح نظرا لطبيعة مجتمعات الصيد البحري و محيطهم السوسيو اقتصادي و الطبيعي، تتنوع قضاياه و تتعدد و تترابط بشكل وثيق من البيئة الى الاستغلال ثم الى سلسلة القيمة الطويلة و منها التثمين الى التسويق…و أحيانا تتقاطع و تتضارب فيها المصالح ما يدعو الى تكثيف العمل مع الشركاء و ذوي المصالح لإيجاد مساحات اشتغال تحقق المنفعة العامة للجميع في اطار تنمية مستدامة.
مشيدا بتجربة إدماج المرأة في تثمين الموارد البحرية بتونس بعدما اجتاح السلطون الأزرق السواحل و اضر بنشاط الصيد انعكس بشكل سلبي على نشاط النساء العاملات في خياطة و ترقيع شباك الصيد غير أن العمل و المثابر مكنت من تثمين السلطعون الأزرق و إدماج هؤلاء النسوة في وحدات صناعية في تثمين السلطعون.