يراهن المغرب على عطلة رأس السنة الميلادية مسكا لختام الموسم السياحي برسم سنة 2024، حيث يتوقع ارتفاع في أعداد السياح ما قد يعزز الأرقام القياسية المسجلة خلال الشهور الماضية، حيث اصبح المغرب يفرض نفسه كوجهة جاذبة حيث تشكل حصة “الأسواق التقليدية” في أوروبا الغربية ، فرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة لوحدها أزيد من 3 ملايين سائح وفدوا الى المغرب خلال السنة الجارية.
وفقا ل “مرصد السياحة”، فإن أعداد الوافدين على المراكز الحدودية خلال شهر أكتوبر فحسب ناهزت 1,5 مليون سائح بزيادة نسبتها 30 في المئة مقارنة بأكتوبر من سنة 2023.
و في نشرة المكتب الوطني للسياحة، فإن عدد السياح الوافدين على المغرب وصل مع متم نونبر الماضي إلى 15.9 مليون سائح ، متجاوزا الرقم القياسي الذي سجل السنة الماضية 2023 و الذي بلغ أزيد من 14 مليون سائح متم أكتوبر.
ومن حيث المداخيل كشف المرصد عن كون إيرادات السياحة بالمغرب ارتفعت بنسبة 9,3%، لتصل إلى 97 مليار درهم حتى متم شهر نونبر، وهو ما يجعل اجتياز الحاجز الرمزي لـ100 مليار درهم معقولاً للغاية عند متم السنة، وذلك للمرة الثانية في تاريخه، وعلى التوالي، بعدما بلغت 105 مليارات درهم في 2023 و91.3 مليار درهم في 2022.
كما تكشف معطيات المرصد السياحي عن نمو في وفود معظم الأسواق السياحية للمغرب إلى غاية أكتوبر الماضي، تفاصيلها 21 في المئة لفرنسا و14 في المئة لإسبانيا و46 في المئة للمملكة المتحدة و31 في المئة بالنسبة للسياح الألمان.
ويتصدر السياح الإسبان الزخم السياحي المرتقب، وفقا لتحليل حديث لتوجهات الحجز أجراه موقع “GuruWalk“، المتخصص في الأسفار، والذي أكد أن المغرب استحوذ على 3 في المئة من إجمالي حجوزات عطلة نهاية السنة الإسبانية، مسجلاً زيادة كبيرة مقارنة بسنة 2021.
وعزا المصدر ذاته هذا النمو المضطرد لمحبي قضاء العطلة السنوية بالمغرب من الإسبان إلى انخفاض الحجوزات المحلية داخل إسبانيا من 60% في عام 2021 إلى 22% فقط في عام 2024.
كما أكد أن مراكش وفاس وطنجة وشفشاون باتت الآن تعد وجهات مفضلة للسياح الإسبان الباحثين عن تجارب جديدة.
وبعيدا عن “الأسواق التقليدية”، بات المغرب وجهة سياحية مفضلة لمواطني عدد من البلدان “الأسواق الجديدة”، وفي مقدمتها روسيا، وفقا لما كان قد صرح به فاليري بريتاوس، خبير الاتحاد الروسي لصناعة السفر والسياحة، الذي لاحظ تربع المغرب على عرش الوجهات المفضلة لمواطنيه خلال عطلة رأس السنة.
وبالنسبة للمدن يرى الخبير السياحي، الزبير بوحوت، أن مراكش تتفوق كوجهة مثالية للاحتفالات بنهاية السنة الميلادية، إذ تستقطب مئات الٱلاف من الزوار سنويًا بحثًا عن تجربة فريدة من نوعها.
وأضاف أن السبب في ذلك يرجع لكون “المدينة تجمع بين التقاليد العريقة والمناظر الطبيعية الخلابة، لتوفر أجواء ساحرة، مع أسواقها النابضة بالحياة، وفنادقها الراقية. كما أن مناخها المعتدل في فصل الشتاء يوفر فرصة للإبتعاد من قساوة الشتاء الأوروبي”.
كما تعد مراكش “نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف مناظر جبال الأطلس العليا، والواحات، والبساتين، مما يجعلها وجهة لا غنى عنها خلال فترات الأعياد”.