تعيش غرفة الصيد البحري الاطلسية الوسطى على وقع انقسامات تنذر بانهيار في الأداء بسبب انتخابات مجلس المستشارين، و هو ما أكده لنا عدد من الأعضاء من داخل الغرفة .
تراجع تقول المصادر -و تابعناه عن كثب- بدأت معالمه ترسم منذ 2015، يعكسه عدم القدرة على الدفع بمرشح الى مجلس المستشارين على غرار باقي الغرف المهنية الاخرى (طنجة،الدارالبيضاء،الداخلة) ، و هي ذات الأغلبية المريحة مقارنة مع غرفة الصيد الاطلسية الجنوبية.
انقسامات كرسها تضارب المصالح بين فصائل القطاع، رغم محاولات رأب الصدع و تقريب وجهات النظر التي تبدو جلية أنها مغلفة بنفاق اجتماعي ملفوف برداء التقية تجنبا لأي تقريعة من الجهات العليا. حيث كان انقلاب 2018 اهم تجلياتها و تبين ان قادة الانقلاب يفتقدون إلى رؤية و أهلية في التسيير و ادارة الشأن العام البحري ، و أن الحالة النفسية و الذهنية هي الدافع.
انتخابات مجلس المستشارين لهذا الموسم كشفت حقيقة مرة أبطالها أعضاء منتخبون من داخل هذه المؤسسة، تحولوا الى مضاربين و “شناقة” في بورصة الانتخابات ، دون اعتبار للمصلحة العامة للقواعد من مهنيين الصيد بجميع أصنافهم ، بعدما كانوا قبل شهرين يستجدون الأصوات للوصول إلى عضوية الغرفة.
الحالة الشاذة هذه ليس لها الا تفسير واحد وحيد الا تدنى منسوب القيم لدى ممثلي المهنيين- و ليس كلهم طبعا-، ما يجعل هذه العينات و الكائنات الطفيلية تسيء بشكل سافر إلى مؤسسة دستورية المفروض فيها إنتاج قيم التضامن و خدمة المصالح العامة و ليس تحويلها إلى بورصة للمضاربات الانتخابية و تجارة البشر .
الحالة كذلك تفسر افتقاد هذه المؤسسة الدستورية الى قيادة حقيقية قادرة على توحيد الصف و تحقيق الإجماع في الحد الأدنى، في الوقت الذي يصعد فيه نجم كمال صبري كنموذج حي يقتدى به، و هو الذي كانت تشن ضده حروب و تحاك ضده دسأئس أغلبها يتم هندستها من هؤلاء الطفيليات.
المشهد البئيس الذي شهدناه خلال انتخابات8شتنبر على المستوى الوطني ببعض الدوائر الانتخابية، لا يخرج عن ما تعيشه الدائرة البحرية الجنوبية(اكادير-الداخلة) من عبث للوصول إلى السلطة،لكن ماذا بعد؟
قد تكون حالة الدائرة البحرية الشمالية(طنجة-الدارالبيضاء)تعكس طبيعة الأشياء كما يستدل بها دوما يوسف بنجلون”و تلك الأيام نداولها بينكم”، لكن ما كشفته الحملة الانتخابية الحالية بالدائرة البحرية الجنوبية و تحديدا بأكادير، يعكس قيما شاذة عندما يتحول الفاعل الاقتصادي الى مفعول به ، و عندما يتمسك مرشح مد الله في عمره بمقعد المستشارين و قد بلغ من العمر عتيا(اكثر من80 سنة).
كتبها للمغرب الازرق حاميد حليم
مستشار في الاعلام البحري و التواصل