مع إعلان قطاع الصيد البحري تمديد الراحة البيولوجية لصنف الأخطبوط الى دجنبر المقبل، تصاعدت وثيرة التراشق عبر وسائط التواصل بين الأخوة الأعداء، في محاولة من كل جانب تحميل مسؤولية الأزمة الى الطرف الآخر.
فبعد الصيد التقليدي ، و الصيد بأعالي البحار ، جاء الدور على سفن الصيد بالمياه المبردةRSW، حيث حمل بازين محمد مسؤولية تدمير المخزون السمكي الى هذه السفن.
محمد بازين الذي عاد الى المشهد بعد آخر خروج اعلامي سلط فيه الضوء على فضيحة “الحوت بثمن معقول” التي تروج لشركات الصيد بأعالي البحار على أنها شركات مواطنة ، للتغطية على جرائمها في البحر باستعمال شباك الصيد أقل من القياس القانوني، حيث تعرض “السانديا و هو نوع من سمك موسى صغير الحجم ضمن منتجاتها.
في نفس السياق أظهر شريط فيديو تفريغ صهريج محمل أطنان من أسماك “الشرغو”، عوض السمك السطحي، دون الكشف عن مصدره و لا بيانات الصهريج، يدعي فيه المتحدث أنها متأتية من سفن الصيد بالمياه المبردة، مطالبا وزارة الصيد البحري بتقديم توضيحات.
مصادر مقربة حذرت من تداعيات الحرب البيمهنية التي تدور رحاها عبر الوسائط الإعلامية و التواصلية ، التي من شأنها تأجيج الوضع و الإجهاز على جميع المكتسبات.
” تسويق بعض الأحداث المعزولة و ترويجها على أنها قاعدة عامة، يجب استقبالها بالتعقل و الاستبيان من المصدر و الخلفية و كذلك السياق الذي تأتي فيه “تقول المصادر، و تضيف” الشريط الذي يروج يتضمن صورة و تعليق فقط ، دون الاشارة الى عناصر الخبر و لا عناصر التحقيق و لا عناصر الجرم، و هي أهم العناصر التي تعطي الانطباع الأولي بصدقية الخبر، و بالتالي يبقى الشريط من زاوية التناول الاعلامي شريط بمحتوى مركب “.
و لم تنف المصادر ارتكاب بعض الربابنة و البحارة لجميع الأصناف بضغط من مشغليهم لسلوكات غير رشيدة في حق الثروة السمكية بغرض تحقيق الربح أو تغطية تكاليف الإنتاج ، كما لم ينف وجود تواطؤ بعض أعوان أجهزة المراقبة في تسهيل التهريب و في التصريح الخطأ، و هذا –تقول المصادر- لا يعني أن الجميع متواطئ في تدمير الثروة السمكية و في التهريب.
و أكدت المصادر أن الوضعية الحالية لا تستحمل مزيدا من التأجيج و الشعبوية ، بقدر ما تستدعي فتح نقاش ، و وضع الأصبع على الخلل لتجاوز الأزمة ، مشيرة الى أن قطاع الصيد البحري قطاع استراتيجي و مهم و مصدر عيش أكثر من 3 مليون مواطن مغربي، و أن سلسلة الإنتاج و سلاسل القيمة جد مترابطة و متشعبة،لا يمكن تجزيؤها و لا فصلها عن بعض، كذلك المحافظة على الثروة السمكية فهي مسؤولية الجميع و ليست فرصة للتراشق و المزايدات و تصفية الحسابات.