سجلت حوادث البحر خلال الأيام الأخيرة ارتفاعا جد مقلق بالنظر الى التراكمات التي حصلها المغرب إن على مستوى الإنقاذ و مكافحة الهجرة غير النظامية او على مستوى البنية التحتية .
وحسب المختصين فإن الظاهرة ترتبط بالأساس الى تدني مستوى الوعي بخطورة النتائج وبحجم التداعيات الاقتصادية و الاجتماعية، ما يطرح السؤال عن دور مصالح السلامة البحرية و مؤسسة البحث و الإنقاذ غيرها من الأجهزة ذات الاختصاص فيع مستوى الوعي و اتخاذ إجراءات ردعية و استباقية للحد من الظاهرة ، هذا في الوقت الذي احتضن فيه المغرب مؤتمرا دوليا للسلامة الطرقية.
و حسب المعطيات المتوفرة و من خلال سجلات الحوادث ، فإن فترات سوء الأحوال الجوية هي الفترة المفضلة للانتحار و معانقة الموت لدى عدد كبير من الطواقم البحرية ، و هي الفترة المفروض فيها الالتزام بمبدئ السلامة و المحافظة على الأرواح و الممتلكات.
و حسب ذات البيانات فإن اغلب الحوادث المسجلة تكون على محور العرائش-اصيلة و القنيطرة و اسفي و الجديدة و بوجدور أغلبها من صنف الصيد التقليدي، فيما الصيد الساحلي فقد سجلت في السنين الأخيرة الذروة بالمنطقة الجنوبية.
فيما تبقى الحصة الأكبر لحوادث غرق المراكب المثيرة داخل احواض الموانئ في الفترة ما قبل نهاية السنة ، و أغلبها يسجل في شهر نونبر.
و من بين الحوادث المسجلة خلال هذه السنة هناك ، حادث اختفاء مركب الصيد بالخيط “بنجلون” ، و هو حادث يبقى لغزا بالنظر الى توقيته و حيثياته التي لا تزال تتضارب حولها الروايات بين غارق و اختفاء و سيناريو ثالث وفق مصادر إعلامية رسمية .
و حسب رواية لاحد الأشخاص على منصة التواصل الاجتماعي صرح أن ربان المركب وجه نداء استغاثة عبر موجات “الراديو” لمدة اربع ساعات و أن هناك مركبين لم يذكر تتم الإشارة الى اسمهما تجدلا حول التدخل، و هو ما يفرض فتح تحقيق في النازلة حيث يعد الامر تقصيرا و جريمة يعاقب عليها القانون بعدم تقديم مساعدة لشخص معرض للخطر.
الا أن النازلة تثير كذلك سؤالا حول اختيار استعمال الراديو على إطلاق إشارة الاستغاثة عبر الأقمار الاصطناعية، وهي أسهل طريقة للتبليغ على المستوى الدولي، حيث يمكن لجميع المنشآت العائمة التقاط الإشارة و التدخل.
و في جميع الأحوال يبقى ورش السلامة البحرية مفتوحا لإعطاءه الأولوية و الاهتمام اللائق بشكل يجسد أهمية الانسان كرأسمال أساسي في منظومة الصيد البحري عوض جعلها فرصة للمتاجرة بالمعدات يكون فيها البحار وسيلة لتحقيق الغايات.
كتبها للمغرب الأزرق الاستاذ حاميد حليم
مستشار في الاعلام البحري و التواصل.