دق المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري ناقوس الخطر حول حالة مخزون الاخطبوط برسم الموسم الحالي حيث سجل بيانات التتبع تراجعا بنسبة80% مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.
ما يزكي التوقعات بإعلان موسم ابيض و عزوف المهنيين عن خوض مغامرة الابحار ولو “اجتماعيا “في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج و احترار اسعار المحروقات.
مصادر مقربة كشفت تفاصيل الاجتماع الذي انعقد امس الثلاثاء 29 نونبر بالرباط حول حالة المخزون، و الذي وصف بالماراطوني و دام لحولي ست ساعات، تخللته نقاشات ساخنة،قدم خلاله كل طرف وجهة نظره ، فيما يبدو أن توصيات المعهد العلمي تبقى للاستئناس و لتأسيس القرارات بما يخدم المصلحة(؟؟؟).
مصادرنا حملت وزارة الصيد البحري مسؤولية تفويت فرصة استغلال مصيدة جنوب سيدي الغازي خلال الفترة ما بين15غشت و 15شتنبر من السنة الجارية2022، رغم توصية المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري الذي أعطى الضوء الأخضر بامكانية استئناف نشاط الصيد ، قبل أن تدفع جهات نافذة بتحفظها و امكانيه “التوقف الاضطراري” في غياب ضمانات العائد و في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج و قصر مدة الابحار و محدودة الحصة.
ذات المصادر أضافت أن المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري كان صريحا من جانبه بعدما رفض تقديم اي ضمانات حول امكانية انتعاش المخزون ما بعد15 شتنبر2022 ، الأمر الذي ذهب اليه كثير من العارفين كون دورة حياة الاخطبوط قصيرة ، كما أن هذه الاحياء البحرية تفترس بعضها البعض عند نهاية دورة الحياة.
شماعة قوارب الصيد المعيشية و الصيد التقليدي،و قرار إغلاق اربع قرى صيد”بشكل استثنائي” ،و تعطيل اكثر من 13 الف منصب شغل مباشر و خمس أضعافها من فرص الشغل غير المباشرة، كشفت سوء تقدير للوضع و ارتباكا كبيرا، بعدما تبين أن حالة المخزون لم تنتعش وفق توهمات الجهات النافذة، بل تراجعت إلى مستويات مقلقة تتقهقر موسما بعد آخر.
كابوس شح المصيدة الجنوبية يلوح في الافق بعد تسريبات من الجارة الجنوبية موريتانيا باختفاء الاخطبوط بعد رحلات استطلاع قامت بها سفينة علمية تابعة للمعهد العلمي،قبل أن يخرج هذا الاخير بتكذيب ما وصفها ب”المغالطات” دون تقديم بيانات علمية.
يصادف ذلك إعلان موريتانيا تمديد الراحة البيولوجية إلى فاتح يناير المقبل 2023،مع التراجع عن فتح المصابد لفائدة اسطول الصيد التقليدي اسبوعين قبل الأسطول الصناعي،و هو نا يثير قلقا لدى الاوساط المهنية و ينذر بكارثة اجتماعية خصوصا بالجهة الجنوبية.