في لقاء خصص لمناقشة دور المحميات البحرية في المحافظة على النظم الايكولوجية و استدامة السمكية نظم بمدينة طانطان يوم 19 دجنبر2024، شارك فيه ثلة من الخبراء و صناع القرار في الصيد البحري و البيئة و المناخ و الاقتصاد الأزرق ، أكد حاميد حليم رئيس مؤسسة المغرب الأزرق في كلمته الافتتاحية على ضرورة تعبئة الجهود من أجل إحداث منطقة محمية بحرية بالدائرة البحرية لطانطان.
مشيرا الى أن اللقاء يعد حدثا تاريخيا يعني مستقبل المنطقة و مستقبل الأجيال القادمة، و يجسد مفهوم الاستدامة الايكولوجية و الاقتصادية و الاجتماعية، و يعكس الحس العالي للمواطنة و المسؤولية و الابتكار في مواجهة احدى التحديات الكبرى التي تواجهها المنطقة و المملكة ، و العالم برمته، و المتمثلة في “شبح التغيرات المناخي”.
“هذه الظاهرة التي كنا بالأمس القريب نسمع عنها عبر وسائل الإعلام ، و نتابع أثارها ببلدان بعيدة بآسيا و أمريكا اللاتينية ، و افريقيا جنوب الصحراء ، ها نحن نعيشها الآن بكل تجلياتها ، و نعيش تأثيراتها و تداعياتها وسط عجز عن مواجهتها ، و الحد من تأثيراتها على الأقل على المدى القصير و المتوسط : يقول حاميد حليم.
و ذكَّر رئيس مؤسسة إقليم طانطان بأمجاد ميناء طانطان الذي كان مضرب المثل في الإنتاج السمكي الوفير خلال فترة الثمانينات ، و الذي ارتبط اسمه بمادة السردين ذي الجودة العالية و العالمية ، حيث بات يعرف منذ سنين تراجعا في الإنتاج و عدم استقرار في نشاط الصيد، ما أثر بالتسلسل على سلاسل القيمة و على الأنشطة المرتبطة بالصيد و على مجتمعات الصيد البحري و على التنمية السوسيو- اقتصادية بالإقليم. رغم مجهودات الوزارة الوصية بوضعها مخططات لتدبير المصايد في إطار استراتيجية اليوتيس.
و لفت المتحدث في كلمته الافتتاحية الى تدخل العنصر البشري في ما تشهده المنطقة من اختلالات بسبب الممارسات اللامسؤولة للصيادين الذي يستهدفون المنطقة و يستعملون معدات صيد غير انتقائية ، او يمارسون جهدا على المصيدة ، مستفيدين من غياب حماية تشريعية و من التقطيع الجغرافي الذي يفتح المصايد على عواهنها لجميع الأصناف من مناطق مختلفة.
“هذا الوضع المقلق ، كان دافعا لنا في “مؤسسة المغرب الأزرق” كمنظمة لها رصيد تاريخي و معرفي و خبرة مشهود لها وطنيا و اقليما، و لديها التزامات اتجاه الوطن و اتجاه الإنسانية ، أن تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية لطرح مبادرة إحداث منطقة بحرية محمية، كجزء من الحل ، تندرج في سياق الاعداد للمخطط الجهوي للساحل بجهة كلميم وادنون، و في إطار المبادرة الدولية 30X30، و في إطار مبادرة الحزام الأزرق ،و كذلك في إطار الهدف 14 من الأهداف الأممية للتنمية المستدامة” يقول رئيس مؤسسة المغرب الأزرق.
و أضاف المتحدث الى أن الاعداد لتنظيم يوم دراسي حول المحميات البحرية لطانطان، سبقته مشاورات معمقة مع ذوي الاختصاص في الصيد البحري و البحث العلمي و البيئة، و ذوي الخبرة من مهني الصيد البحري ، و ذوي النوايا الحسنة ، منذ اكثر من عام ، قبل الإعلان عن تنظيم لقاء يجمع المتدخلين في الشأن البحري ، من فاعلين و صناع القرار ، للتباحث و التدارس و التشاور حول إمكانية احداث منطقة بحرية محمية ، تؤمن الحماية للأحياء البحرية الأكثر استهدافا ، وتنعش مصايد المنطقة و المخزون السمكي الوطني، و تؤمن العيش و الاستقرار لمجتمعات الصيد البحري، و تكون مُولدا للدينامية السوسيو اقتصادية لساكنة المنطقة.
” و لقد كان حرصنا شديد و نحن نعد لهذا اللقاء على دعوة ذوي الاخصاص و صناع القرار الإداري و العلمي و التقني ، المدني و العسكري و كذلك المهني في إطار مقاربة تشاركية منسجمة حتى نخرج بنتيجة تقارب جميع الجوانب بسبب خصوصية المنطقة المستهدفة”.يقول حاميد حليم
واثنى المسؤول رئيس مؤسسة المغرب الأزرق على الحضور مشاركتهم في أشغال اليوم الدراسي ، مشيرا الى أن نوعية الحضور تعكس قيمة الحدث، كما تعكس الثقة في مؤسسة المغرب الأزرق ، و هو اجماع يعبرُ عن قوة الإرادة في السعي من أجل تحقيق هذا المشروع ، و تجسدُ حس المسؤولية في الالتفاف حول القضايا الكبرى ذات المنفعة العامة لهذا الوطن.
و أكد حاميد حليم رئيس مؤسسة المغرب الأزرق أن إحداث منطقة بحرية محمية بالدائرة البحرية لطانطان ، ستكون بمثابة صمام أمان لاستدامة أنشطة الصيد والأنشطة المرتبطة بها و تعزيز الجاذبية الاقتصادية ، في إطار البرنامج الوطني للإقتصاد الأزرق.
كما أعرب في ختام كلمته عن الشكر لكل ساهم من قريب و من بعيد في انجاح هذه الفعاليات حيث خص بالذكر كل من السيدة زكية الدريوش كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري و السيد عبد الملك فراج المدير العام للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري و السيد مندوب الصيد البحري بطانطان و السيد محمد ايت عتو المدير الجهوي لقطاع البيئة و السلطات المحلية .
الى ذلك وجه رئيس مؤسسة المغرب الأزرق الشكر و التقدير الى الداعمين و المساهمين لتنفيذ أشغال هذا اللقاء و هي مجموعة اومنيوم المغربي للصيد، فدرالية الصيد البحري بالاتحاد العام لمقاولات المغرب ، شركة صوفابيك كذلك مجموعة باسيفيك فيش و اوبروب للتجميد، والى فريق العمل من أعضاء مؤسسة المغرب الأزرق ، و أطر و موظفي غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات.