تكيف قطيع منعزل من الدببة القطبية في غرينلاند بمهارة مع تراجع الغطاء الجليدي الذي تعتمد عليه في صيد فرائسها من الفقمة، مما يترك لهذه الأنواع بصيص أمل في البقاء على الأقل في مناطق من القطب الشمالي مع ارتفاع درجات الحرارة فيه.
وقال باحثون الخميس إن هذا القطيع المؤلف من بضع مئات من الدببة، والتي تقطن جزءا من الساحل الجنوبي الشرقي لغرينلاند على مضيق الدنمرك، بقيت على قيد الحياة رغم قلة الجليد المتكون من مياه البحر المتجمدة، وذلك عن طريق الصيد من كتل جليد المياه العذبة المنفصلة عن اللوح الجليدي الضخم في غرينلاند.
وقالت كريستين ليدر، العالمة بجامعة واشنطن ورئيسة فريق البحث المنشور في مجلة ساينس، “إنهم يعيشون في المضائق التي تكون خالية من الجليد البحري لأكثر من ثمانية أشهر في السنة لأن لديهم إمكان الوصول إلى الأنهار المتجمدة (المتكونة من) مياه عذبة حيث يمكنهم الصيد. ومثل هذا الموطن… غير شائع في معظم أنحاء القطب الشمالي”.
وقالت بيث شابيرو، عالمة الأحياء المشاركة في هذه الدراسة من جامعة كاليفورنيا ومعهد هوارد هيوز الطبي، إن هذه الدببة “تعيش بالكاد بما نعتقد أنه ممكن من الناحية الفزيولوجية”. وأضافت “هذه الدببة… تتكاثر ببطء أكثر، وهي أصغر حجما. ولكن، الأهم من ذلك، أنها تعيش. من الصعب معرفة ما إذا كانت هذه الاختلافات مدفوعة بالتكيف الجيني أو ببساطة عن طريق استجابة مختلفة من الدببة القطبية لمناخ وموطن مختلفين جدا”.
في طريق الانقراض
والدببة القطبية، التي يبلغ إجمالي عددها نحو 26 ألفا، معرضة للخطر بشكل خاص بسبب تغير المناخ في الوقت الذي يعيد فيه ارتفاع درجات الحرارة تشكيل المشهد في القطب الشمالي ويحرم تلك الحيوانات من غطاء الجليد البحري الذي تعتمد عليه في صيد فرائسها الرئيسية من الفقمة.
وأوضحت ليدر أن “فقدان الجليد البحري في القطب الشمالي لا يزال التهديد الرئيسي لجميع الدببة القطبية. وهذه الدراسة لا تغير ذلك”.
يورونيوز