دعا أحمد رضا الشامي، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، اليوم الثلاثاء بالقنيطرة، إلى اعتماد رؤية وطنية جديدة للاقتصاد الأزرق المستدام والشامل، كفيلة بتعزيز التقائية السياسات القطاعية في هذا المجال.
وأوضح الشامي، في مداخلة خلال لقاء نظم بجامعة ابن طفيل في إطار المرحلة التاسعة من القافلة الجهوية عبر الجامعات “آجي نتلاقاو”، أن هذه الرؤية تتمحور حول المهن المجالية والقطاعات الاقتصادية التقليدية، لا سيما الصيد البحري والسياحة، بالإضافة إلى تنمية قطاعات جديدة واعدة (الاستزراع المائي، والسياحة البيئية، وغيرها). حيث استعرض الخطوط العريضة والتوصيات الرئيسية للتقرير الأخير الذي أعده المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بعنوان “الاقتصاد الأزرق.. ركيزة أساسية لبناء نموذج تنموي جديد للمغرب”، مؤكدا أن الفضاء البحري للمغرب، الذي يزخر بثروة سمكية وموارد متجددة كبيرة، يتطلب التقائية فعلية للسياسات العمومية القطاعية التي من شأنها تحرير قدرات خلق الثروة وفرص الشغل، وتثمين إمكانات القطاعات المرتبطة بالاقتصاد الأزرق، مع الحفاظ على النظم البيئية البحرية.
وأشار رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الى أن تحسين التنسيق بين السياسات القطاعية يشكل حجر الأساس لتنفيذ ناجح لمثل هذه الإستراتيجية، التي ينبغي أن يعهد بها إلى لجنة مشتركة بين الوزارات لدى رئيس السلطة التنفيذية.
مسلطا الضوء على جملة من المقترحات، من بينها أهمية ضمان تخطيط مجالي بحري على المستوى الإقليمي وكذا تثمين أفضل واستغلال مستدام للمنتجات والخدمات البحرية، إلى جانب تسريع تنمية تربية الأحياء المائية مسؤولة بيئيا وخدمات مينائية مبتكرة.
وأضاف أن الأمر ينطوي أيضا على تعزيز تنمية قطاعات جديدة للاقتصاد الأزرق، من قبيل التكنولوجيات الحيوية البحرية والطاقات المتجددة وأنشطة تحلية المياه المسؤولة بيئيا والتنقيب عن المعادن واستكشاف الحفريات.
وأشار إلى أن تطوير عرض الرحلات البحرية والترفيهية والرياضات المائية يشكل أيضا جزء من هذه الدينامية، خاصة وأن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي يشجع على إطلاق مبادرات مماثلة، بالإضافة إلى الأنشطة الثقافية الأخرى التي تبرز تقاليد سكان الساحل.
كما شدد الشامي على الاستثمار في البحث والابتكار، فضلا عن إدراج مهن الاقتصاد الأزرق في المناهج المدرسية والجامعية والمهنية، للنهوض بيد عاملة زرقاء مؤهلة وكفؤة.
وتسعى القافلة الجهوية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي إلى أن تشكل فرصة للقاء طلبة الجامعات وإطلاعهم على مهام المجلس وأشغاله ودعوتهم لتبادل آرائهم وإسهاماتهم على المنصة الرقمية التشاركية للمجلس (ouchariko.ma).