مع اقتراب موعد انطلاق فعاليات صالون اليوتيس في دورته السابعة، انطلقت حملة غير بريئة للتشويش على المناخ العام و ذلك بثارة موضوع تراجع الانتاج و التهاب الأسعار المنتوجات السمكية و على راسها السردين .
فبعد الضجة الاعلامية المفتعلة على اثر ربط وزير الفلاحة و الصيد البحري و المياه و الغابات أحمد البواري ظاهرة الجفاف و بتراجع المصيد ، يعود الجدل ليوجه السهام الى الفاعلين الاقتصاديين في الصيد البحري و الادارة الوصية بالتواطؤ بتوجيه المنتوجات الى وحدات الصناعية و بأثمان جد بخسة، قبل وصول البقية الباقية الى السوق الاستهلاك بأثمان حارقة.
و الحال ن عوامل متداخلة يعلمها القاصي و الداني هي من يتحكم في الوضع و على راسها التغيرات المناخية التي تخيم على بلادنا.
الرأي العام ضحية بُعدَ الإعلام عن قضايا الصيد البحري
تراجع المصطادات من السمك السطحي و ارتفاع الاسعار أصبحت مادة إعلامية و موضوع ما لا موضوع له، اسهب المحللون و المفسرون في تشريح اسبابه ، دون النظر في العوامل التي تتحكم فيه، حيث يعتبر السردين من الأسماك المهاجرة و تواجده مقرون بدرجة حرارة المياه فضلا عن الغذاء.
و هي السردية التي اثارت حفيظة العارفين بشؤون القطاع ، حيث دعت أحدى الهيئات في الصيد البحري الجسم الإعلامي الى التحري لدى ذوي الاختصاص و الخبراء عوض التناقل و اطلاق الاتهامات على عواهنها و التي تشوه الحقائق ، و تسئ الى القيمين على شؤون قطاع الصيد البحري و حتى الفاعلين الاقتصاديين.
ذات الجهة اعتبرت توجيه تحميل الصناعيين مسؤولية تراجع المعروض من السمك في السوق الوطني ضربا من الجهل الكبير بعمليات التداول داخل سلسلة القيمة ، حيث أن وحدات التصنيع مرتبطة بعقدة مع مراكب الصيد وفق حصص محددة لا يمكن تجاوزها.
شهر رمضان : توقعات باختفاء السردين من السوق.
مع اقتراب شهر رمضان المصادف لفصل الشتاء و سوء الأحوال و الجوية ترابط مراكب الصيد السطحي بالموانئ، تجنبا لأي كارثة إنسانية ،و هو ما يفسر قلة المعروض من السردين عادة خلال فصل الشتاء ، كما أن ظاهرة النينيو و احترار مياه البحر تطرد السردين الى مناطق أكثر برودة ما يفسر اختفاءها في بعض المصايد الرئيسية خلال مواسم الصيد الاعتيادية ، إضافة الى العوامل المذكورة، فإن إقرار الادرة الوصية لراحة بيولوجية بعدد من مصايد السمك السطحي سيكون عامل كبح لنشاط الصيد ، و هو يرفع من التوقعات بأن تشهد معه السوق الوطني شحا في المعروض من السردين.
تعبئة شاملة لتغطية الطلب .
بالمقابل كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري عبأت كل الموارد من أجل تغطية الطلب خلال شهر رمضان، و ذلك بتنسيق مع الفاعلين الاقتصاديين بجهة الداخلة وادي الذهب حيث يؤكد مصدر عن الكفدرالية المغربية لارباب سفن و مصانع السمك السطحي أن كل مكونات القطاع تتعبأ لتموين سوق الاستهلاك الوطني كلما دعت الضرورة و ذلك بتنسيق و اشراف من القطاع الوصي، عكس ما يروج من مغالطات تفتقد للموضوعية و تعزز سردية بعض وسائل الاعلام او بعض الجهات السياسوية التي تنشط غالبا قبيل شهر رمضان و قبيل تنظيم معرض اليوتيس.
قطاع الصيد : متابعة و مواكبة
في ظل الوضع الحالي يسير القطاع الوصي بخطى حتيتة لتعميم مخطط تهيئة مصيدة الأسماك السطحية. حيث كشفت مصادر مقربة من قطاع الصيد البحري عن تعميم تدريجي مخطط تهيئة مصيدة الأسماك السطحيةن بعض قطع أشواط مهمة شملت خمس مناطق منها مصيدة البحر الأبيض المتوسط و المصيدة الأطلسية الشمالية و المصيدة الأطلسية “أ” و المصيدة الأطلسية “ب” و المصيدة الأطلسية “ج” ، بنسبة قاربت 100% من المصايد الوطنية.
و وفق ذات المصادر فإن توجهات الإدارة تسير في إطار الالتزام بأهداف لاستراتيجية اليوتيس من أجل المحافظة على الثروة السمكية و استدامتها، و مواجهة التحديات الكبرى و على رأسها الاختلالات التي تعرفها النظم الايكولوجية بسبب التغيرات المناخية.
يهدف تعميم تدبير مصيدة السمك السطحي على المستوى الوطني الى انعاش السواحل الوطنية و حماية المخزونات و النظم الايكولوجية حيث يشكل السردين ادنى حلقة في السلسة الغذائية للأحياء البحرية و مؤشر جد ايجابي على وجود أسماك أخرى مفترسة .
كما تسعى الجهات الوصية الى ضبط تحركات الاسطول الوطني و الحد من جهد الصيد و الضغط على المصايد الاكثر استهدافا.