في إطار فعاليات الدورة الرابعة لتظاهرة اللقاءات المغربية – الفرنسية حول الأنشطة التنموية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، تحتضن مدينة طانطان يوم غذ الأربعاء 21 شتنبر ندوة حول “تثمين منتجات البحر”، تليها زيارة لمرافق الموانئ وللمنشآت الصناعية.
التظاهرة التي تنظمها “مؤسسة فرنسا-المغرب من أجل السلم والتنمية المستدامة” تندرج في إطار سلسلة من اللقاءات المغربية – الفرنسية حول البرامج والأنشطة التنموية الجارية بالأقاليم الجنوبية، بهدف تسليط الضوء على الإمكانات الاقتصادية والفلاحية والسياحية والثقافية التي تزخر بها الأقاليم الجنوبية، وكذا إماطة اللثام عن برامج التنمية الحضرية والصناعية والسياحية، فضلا عن الإنجازات الاستثنائية التي تشهدها هذه الأقاليم، والتي بعد أن كانت صحراوية، أضحت “اليوم، ومنذ ثلاثة عقود، فضاء للحياة والإنتاج والابتكار وتأكيد انتمائها للوطن الأم”
ويشارك في أشغال هذه التظاهرة، التي تتخللها ندوات وورشات ، خبراء وأكاديميين ومسؤولين ومنتخبين وفاعلين اقتصاديين ومؤسساتيين مغاربة وفرنسيين سيقدمون رؤيتهم ودعمهم القوي والصريح للجهود التي يبذلها المغرب في هذه الجهات، إضافة إلى تقديم خبراتهم بهدف تحسين النجاعة في بعض القطاعات وكذا فرص الاستثمار.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية ، أكد والي جهة كلميم وادنون، السيد محمد الناجم أبهاي، على أهمية هذه اللقاءات المغربية – الفرنسية التي ستكون مناسبة لإبراز ما وصلت إليه الأقاليم الجنوبية من تنمية في كافة المجالات، بفضل العناية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذه الاجزاء من الوطن.
كما أشاد السيد أبهاي بالمجهودات التي يقوم رئيس مؤسسة فرنسا-المغرب من أجل السلم والتنمية المستدامة، هوبير سيان، في سبيل توطيد العلاقات بين المغرب وفرنسا، مشيرا إلى أن الانفتاح الأخير الذي نهجه جلالة الملك على إفريقيا “إنما هو إحياء لهذا التاريخ الذي كانت تلعبه مدينة كلميم كملتقى للقوافل التجارية”.
من جهته، أوضح السيد سيان أن تنظيم هذه اللقاءات المغربية –الفرنسية بالأقاليم الجنوبية هو مناسبة “لتبادل الرؤى والاستماع إلى المشاركين وتقديم مقترحات بهذا الخصوص. مؤكدا أن المغرب يشهد تطورا كبيرا في كافة المجالات، مبرزا الجهود التنموية المبذولة بهذا الخصوص، لاسيما على مستوى البنيات التحتية وخاصة بالأقاليم الجنوبية للمملكة. كما اشار إلى أن مؤسسة فرنسا-المغرب من أجل السلم والتنمية المستدامة تسعى منذ تأسيسها سنة 2015 الى الانخراط في تنمية الأقاليم الجنوبية.
من جهتها، أكدت رئيسة مجلس جهة كلميم واد نون السيدة مباركة بوعيدة، أن تنظيم هذه اللقاءات بحضور وفد عن مدينة بوردو يضم 15 شخصية فرنسية من رجال أعمال وشخصيات سياسية وثقافية، هو تعبير واضح وإرادة قوية على المساهمة في تجسيد وتقوية العلاقات التاريخية بين المغرب وفرنسا، والعمل على تأكيد روحها وأبعادها من خلال التعاون والشراكة بين مختلف المؤسسات في البلدين.
وأعربت السيدة بوعيدة، عن أملها في أن تكون هذه الزيارة لجهة كلميم وادنون بداية لتأسيس أرضية للتعاون اللامركزي مع مدينة بوردو والجهة التي تعتبر بوابة الأقاليم الجنوبية على بقية تراب المملكة، وباعتبارها أيضا بوابة المغرب على عمقه الأفريقي، وكذا بناء شراكة تلتقي فيها المؤهلات الطبيعية والثقافية والبشرية للجهة مع الخبرة والتجربة الفرنسية، من أجل خلق شراكات تعود بالنفع على البلدين وتساهم في تنميتهما.
كما أشادت بالجهود التي تقوم بها جمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة من أدوار في إطار تنشيط الدبلوماسية الموازية التي تتكامل مع المجهودات الحكومية التي تسعى إلى تسريع وتيرة التنمية بالأقاليم الجنوبية والنهوض بها.
وأبرزت أن الجهة تزخر بموروث طبيعي وثقافي بإمكانه أن يكون قاعدة لسياحة طبيعية مستدامة ويعبر عن تلاقح الثقافات الأمازيغية والعربية والعبرية، في انسجام كامل يعكس مستوى التسامح والتعايش الذي عاشته وتعيشه الساكنة بمختلف مكوناتها بالجهة.
المناسبة تم خلالها تقديم عرض حول “المؤهلات التنموية لجهة كلميم وادنون وآفاق الاستثمار ” من طرف المركز الجهوي للاستثمار بجهة كلميم وادنون ، تم خلاله التعريف بالجهة وبالمؤهلات التي تزخر بها أقاليمها الأربعة (كلميم، سيدي إفني، أسا الزاك، طانطان)، ولاسيما في مجالات الصيد البحري، والفلاحة والسياحة.