حذر عبد الرحمان سرود من تداعيات الأزمة السوسيو اقتصادية التي يمر منها قطاع الصيد البحري و التي تتطلب من الجميع تعبئة الجهود و توحيد الرؤى حول مستقبل قطاع الصيد البحري، بعيدا عن الحسابات الضيقة الفئوية، مشيرا أن المجال البحري هو مجال مشترك و أن المصايد البحرية هي ملك مشترك كذلك، رغم التصنيفات و رغم المخططات، لإرتباط الأحياء البحرية بنظام بيئي موحد و سلسلة غذائية مترابطة.
و أوضح عبد الرحمان سرود الرئيس السابق لغرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى ، و النائب الأول لرئيس الكنفدرالية المغربية للصيد الساحلي أن حالة الموارد البحرية خلال السنين الأخيرة تعرف حالة من عدم الاستقرار بسبب عوامل متعددة منها تأثيرات التغير المناخي على النظم البيئية، و كذلك الممارسات غير الرشيدة في الصيد البحري، و افتقاد عنصر الاجتهاد و الحس الاستباقي و التوقعي، فيما الشركاء في الإنتاج ابقوا على نفس الوسائل و نفس الأدوات في التعاطي مع الوضع.
و ذَكَّر سرود بأهمية قطاع الصيد البحري الساحلي من حيث حجم الاستثمارات و فرص الشغل التي يولدها ،و كذلك حجم المساهمة في الناتج الوطني و في تموين السوق الداخلي من المنتوجات البحرية و تنشيط وحدات التصنيع السمكي.
و حول التقلبات الاقتصادية، دعا عبد الرحمان سرود الى ضرورة تمتع الحكومة و وزارة المالية بسعة الصدر و تفهم خصوصية قطاع الصيد البحري كقطاع منتج و استراتيجي و حيوي، و في نفس الوقت قطاع هش، مطبوع بحالة من عدم الاستقرار نتيجة التقلبات الجوية ،و يرتبط أساسا بالطبيعة. ما يدعو الى اعتماد مقاربة جديدة تقوم على نظام “المقاصة”، و هو الطرح الذي تقدمت به الكنفدرالية المغربية للصيد الساحلي كحل واقعي و موضوعي في مواجهة الازمات.
و بخصوص تمديد الراحة البيولوجية للأخطبوط و تراجع المخزون، قال سرود أن البيئة البحرية تتحكم فيها عوامل طبيعية كما تؤثر عليها عوامل غير طبيعية، و بالتالي وجب تحيين المفاهيم و ملائمة القوانين و المخططات مع الوضع الجديد، و تعزيز منظومة القيم لضمان الاستدامة لفرص الشغل على الأقل مقارنة مع السرعة التي تسير بها التغيرات المناخية، و التغيرات التي تحدث على النظم الايكولوجية.
” سيكون من اللازم اطلاق مشاريع من قبيل المحميات البحرية، و الشعاب الاصطناعية لحماية المصايد و تجديد البيئة البحرية بعد عقود من الاستغلال المفرط.. فنحن نتحدث دوما و فقط عن راحة بيولوجية و توقيف نشاط الصيد لتجديد الأحياء البحرية المستهدفة و تزايدها كالأخطبوط و السردين و الأربيان و القروش…، و نغفل عن تعافي القاع و النباتات و الأحياء التي تحتاج سنين و عقود لاسترجاع عافيتها و نموها”.
سرود و في معرض حديثه للمغرب الأزرق، دعا الى تفعيل روح “الحماية الاجتماعية” لرجال البحر في ظل الصعوبات التي يمر منها قطاع الصيد البحري و الاقتصاد الوطني نتيجة الأزمات الخارجية و نتيجة التقلبات الجوية المترددة.
مشيدا بتضحيات رجال البحر و مغامرتهم في مواجهة مخاطر الإبحار من أجل تنشط الاقتصاد الوطني ، و كذلك في مواجهة الأزمات المترددة، إما بسبب غلاء المحروقات او تمديد الراحة البيولوجية او القوة القاهرة. كما أشاد عبد الرحمان سرود بمجهود الإدارة الوصية بكل مكوناتها و مصالحها المركزية و الخارجية من أجل تطوير القطاع و المحافظة على الثروة السمكية.
و لم يفوت عبد الرحمان سرود الرئيس السابق لغرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى امتنانه لأطر و موظفي غرفة الصيد البحري المتوسطية على التعاون و تسهيل مهامه خلال فترة ولايته، حيث تميزت الفترة الولائية التي شغل خلالها منصب رئيس غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى بتنزيل جميع المخططات و البرامج و أهداف استراتيجية اليوتيس، و تكون بذلك أزهى فترة عاشتها غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى.