رغم انتعاش مؤشرات التسويق بعدد من الموانئ بالدائرة المتوسطية ، واقع الحال يقول بكارثة حقيقية ترخي بظلالها على المنطقة، تتمثل في تراجع المخزون السمكي لعدد من الأصناف منها السمك السطحي و النازلي، و هو ما يفسر ارتفاع القيمة نتيجة قلة العرض.
تراجع مخزون السمك السطحي و حسب مهني الصيد البحري بالمنطقة يرجع بالأساس الى الرعاية الخاصة التي يتمتع بها الدولفين الاسود(النيكرو)، الذي يكبد مراكب الصيد الساحلي للسمك السطحي خسائر فادحة معدات الصيد ، و يعطل هذه الأخيرة عن الخروج في رحلات الصيد و استغلال المصايد. فيما تشهد المنطقة اجتياحا غير مسبوق للتونة الحمراء التي تتغذى بالأساس على السمك السطحي. و هو الوضع الذي دفع بعدد من مراكب أسطول صيد السمكي السطحي الى هجرة قسرية نحو مصايد الأطلسي.
غرفة الصيد البحري المتوسطية و بسبب الإجتياح الكبير الذي تعرفه المنطقة المتوسطية لأسراب التونة الحمراء و تأثيرها على الثروة الوطنية و تداعيات ذلك على السلم الاجتماعي ، دعت في مراسلة لها منظمة “الايكات” ، إيفاد خبراء عالميين للقيام بدراسة ميدانية و الوقوف على الوضع.
من جهة أخرى دعت فعاليات مهنية عن ذات الدائرة البحرية قطاع الصيد البحري الى رفع حصة التونة الحمراء و تمتيع مهني الصيد بالمنطقة بحصص من شأنها التغطية على ارتفاع تكاليف الإنتاج و تراجع المفرغات ، و من جهة اخرى الحد استنزاف السمك السطحي، و بالتالي إعادة التوازن لمخزون السمك السطحي.
مشيرة الى أن وفرة أعداد الأصناف أعلى قمة السلسلة الغذائية كالتونيات و الحيتان يتسبب في اختفاء أصناف أسفل سلسلة الغذاء ،و يتسبب في اختلالات التوازن البيئي ، هذا دون الحديث عن سبب آخر يتمثل في التغيرات المناخية و إحترار البحر الأبيض المتوسط، و ظهور أحياء غازية جديدة أصبحت تستوطن المنطقة السلطعون الأزرق ، مقابل اختفاء أخرى كانت تستوطن المنطقة.