إختتمت بالدارلبيضاء أشغال مؤتمر الدولي حول التلوث البلاستيكي في المحيطات، و المنظم تحت إشراف المؤتمر الوزاري للتعاون في الصيد البحري بالدول المطلة على المحيط الاطلسي بشراكة مع الشبكة الأفريقية لمعاهد البحث في الصيد البحري و علوم البحار، بمشاركة أكثر من 13 دولة الأعضاء و 14 خبيرا محاضرا علوم المحيطات و قانون البحار و التنمية المستدامة و التواصل.
و تميزت العروض بالتنوع و التكامل مكنت من بلورة تصور حول آفة التلوث البلاستيكي للمحيطات و سبل الحد منها.
و المشاركون أجمعوا على أهمية التربية و التحسيس لدى الناشئة كأهم قاعدة يمكن الانطلاق منها لتشكيل وعي مبكر يؤطر مجتمع المستقبل لحماية المحيطات.
المداخلات أعتبرت أن المحطيات هي مجال مشترك و أن مكافحة التلوث و حمايتها هو مسؤولية مشتركة فردية و جماعية محلية و أقليمية و دولية ، على اعتبار أن من التلوث ما هو منقول من قارات بعيدة نحو جزر عذراء بواسطة التيارات البحرية و الرياح، و هو ما ذهب اليه أحمد السنهوري رئيس (PRCM) و هي منظمة مدنية أقليمية بغرب أفريقيا تنشط على قضايا البحر، حيث أشار الى أن جزر الرأس الاخضر cap vert تستقبل سنويا آلاف الاطنان من معدات الصيد البلاستيكية التي تستخدم في صيد الأخطبوط» الغراف «التي تجرفها التيارات البحرية.
من جهته تناول ناجي العمريش خبير دولي في التنمية المستدامة وقانون البحار تأثير التلوث على المحيطات و على التنوع البيولوجي و سبل الحد منها على المستوى العالمي في ظل التطور الذي يشهده العالم و الجهد على البيئة من حيث المخلفات من النفايات و خصوصا النفايات البلاستيكية.
و بخصوض الاستراتيجية الدولية لمواجهة التلوث الدولي استعرض لوكاس كونطوجيانيس ممثل المنظمة الدولية للملاحة الاتفاقيات الدولية المؤطرة كماريوبول و برشلونة الى جانب قانون البحار و دور التشريعات في تأطير التلوث البحري العالمي، المبادرات الأممية للحد من انبعاث الكاربون و الكبريت …
الدكتور سمير بنبراهيم و في عرضه المفصل أحاط بالتلوث البلاستيكي و تأثيره على الساحل مبرزا دور المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري في الدراسات و الابحاث التي يرجيها بشكل دوري لتتبع حالة البحر، لافتا الى أن الخبراء انتقلوا من تحليل كميات المصطادات الى تحليل حميات النفايات العرضية خلال كل عملية صيد، و هو مؤشر مقلق على البيئة البحرية.
و أوضح الدكتور سمير بنبراهيم أن الابحاث المتعلقة بالتلوث البلاستيكي بلغت تجزئ المركبات المتسببة في الامراض السرطانية ، و أن بعض الاتجاهات تشير الى “المثبتات و الملونات” المستعملة في المنتجات البلاستيكية هي التي تتسبب في السرطان.
الارشاد البحري محور استعرض من خلاله احمد الكوهن المدير المركزي السابق في التكوين البحري و الانقاذ و رجال البحري بقطاع الصيد البحري تجربة القطاع في وسيلة ناجعة لتقويم السلوكات الايجابية نحو البيئة البحرية حيث أكد المحاضر على أهمية التربية البيئية و التعليم في تنمية المعارف لدى الصغار و دور الارشاد البحري في تغيير بعض السلوكات غير الرشيدة اتجاه البحر.
محاضرات جد قيمة أغنت سلة المعرفة التي تشارطها الحاضرون من 13 دولة على مدى يومين ، و قدمت أفكارا و تجارب جد مهمة من لدن خبراء و مسؤولين حكوميين و منظمات مدنية و فاعلين إقتصاديين كجزء من الحل للحد من آفة التلوث البحري.