في الوقت الذي تئن فيه الهيئات المهنية الكبرى في الصيد البحري باسبانيا و أوربا تحت وطأة قرار محكمة العدل الاوربية ، يختلف الوضع بشكل تام بالمغرب و خصوصا في الأقاليم الجنوبية ، بعدما أعربت عديد الفعاليات السياسية و المهنية لامبالاة بالقرار.
محمد رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة الداخلة وادي الذهب و في تصريح للمغرب الأزرق قال ” قد يبدو القرار الأخير للمحكمة الأوروبية بمثابة طلقة تحذيرية حقيقية للاقتصاد البحري والزراعي لجهة الداخلة ، على اعتبار أنه يمثل أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي ، ويساهم دعم التنمية و في رفاهية الساكنة المحلية ، لكن الرد الرسمي للحكومة المغربية كان مطمئنا و يعكس النظرة السامية والمعرفة التامة بقواعد السياسة الواقعية بكل براغماتية.
محمد الزبدي أضاف أن الحكومة المغربية ب” قولها إنها لا تشعر بالقلق”، فهي تدير ظهرها الى سلطة السياسية و الى بالمثل الى السلطة القضائية الأوروبية ، بشكل يفرض على الساسة الاوربيين و صناع القرار احترام الالتزامات الدولية التي تعهدت بها”.
الزبدي أوضح أن المغرب المتجذر في التاريخ و الحاضن للعديد من الحضارات راكمت ديبلوماسيته خبرة كبيرة مكنتها لتكون قوة ناعمة و عملية في نفس الوقت ، عند التعاطي مع القضايا الكبرى و المصيرية ، حيث نجدها تستمد من تعاليم الدبلوماسي الكبير Talleyran الذي جاور الملك الفرنسي لويس السادس عشر العبارة المشهورة “في لعبة من ثلاثة عليك أن تختار الاثنين” في شأن أي اتفاق مستقلبي مع المغرب.
” لقد فهم المغرب أن أوروبا ستسعى دائما إلى عدم الاستسلام تماما للمصالح المغربية وأنها ستحتفظ دائما بورقة في يدها من أجل الحفاظ على مسافة متساوية بين المغرب والجزائر اعتمادا على مصالحها الحالية، ولهذا السبب لا يشعر المغرب بأنه معني ومسؤول بشكل مباشر عن السياسة الأوروبية حتى يظل ملتزما بالتزاماته ومصالحه” يقول محمد الزبدي.
و حول تداعيات موقف المغرب البارد من قرار محكمة العدل الاوربية ، يقول محمد الزبدي ” أعتقد أن السياسة الأوروبية ستجد ترتيبات تقنية حتى لا يفقد الأوربيون شريكهم المغرب ، و من المؤكد أنهم سيبدلون قصارى جهدهم ، لتجنيب المغرب تحمل التكلفة بكل تأكيد.