تزخر افريقيا بمقدرات طبيعية هائلة ، لا تزال في حاجة للاستثمار و الاستغلال ، خاصة الشريط الساحلي البحري الذي يتجاوز طوله 20 الف كلم ، حيث تتوسط أربع مسطحات مائية بحرية و هي المحيط الهندي شرقا و المحيط الأطلسي غربا و البحر الابيض المتوسط شمال ، و البحر الأحمر في الشمال الشرقي ،فضلا عن مسطحات المياه العذبة القارية كبحيرة فيكتوريا و بحيرة التشاد الى جانب 6 من أكر و أطول الأنهار في العالم التي تتجاوز أطوالها 2000كلم.
و هي مقدرات قد لا توجد في قارة أخرى ، حيث يبقى على صناع القرار بدل الجهد لتحويلها الى مصدر للثروة و الرفاه لشعوبها، و الذي لا يمكن أن يمر الا عبر الاستثمار في العلم التشاركية و التكنولوجيا من أجل تحقيق السيادة العلمية و كذلك الاستثمار في العنصر البشري من أجل تحقيق الامن الغذائي و السيادة الغذائية .
مبادرة الحزام الأزرق التي أطلقها المغرب قبل 8 سنوات استطاعت أن تستقطب اهتمام أكثر من 32 دولة أفريقيا بالنظر الى العوائد على التنمية المستدامة، إن على مستوى الامن الغذائي أو ما يرتبط بالسياحة و الأنشطة البحرية كالصيد و الصناعات البحرية و الصناعات السمكية اللوجيستيك و الاستقرار مجتمعات الصيد الصغيرة النطاق و الحد من الهجرة، و جلب الاستثمارات الخارجية و توطينها الاستثمارات العابرة.
ورش كبير يقوده المغرب من خلال الديبلوماسية الخارجية و الموازية و المهنية كذلك.
و تشكل استراتيجية اليوتيس أرضية صلبة و تجربة ملهمة لعديد من الدول الافريقية كالسينغال و ليبريا و البينين، فيما يخص تدبير المصايد، كما يشكل التعاون العلمي أحد الدعائم لتسهيل نقل التجربة و الخبرة من خلال الطلبة المتمدرسين في مؤسسات التكوين البحري و المعاهد العليا و في الكليات و الجامعات، حيث أوفد المغرب البعثة الأوقيانوغرافية من أجل المسح القاعي و بحث الأرصدة السمكية بدعم مالي من COMHAFAT، لتوفير قاعدة البيانات تمكن من هندسة مخططات التهيئة لإدارة موارد البحرية لهذين البلدين.
و زير الفلاحة والصيد البحري و التنمية القروية و المياه و الغابات المغربي أكد في كلمته بمناسبة انعقاد اشغال المؤتمر الثالث لمبادرة الحزام الأزرق “إن رغبة المملكة المغربية في التعاون معكم في إطار مبادرة الحزام الأزرق ترتكز على الخبرة القوية المكتسبة من خلال نشر الاستراتيجية الوطنية لتنمية قطاع الصيد البحري، على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية: استراتيجية اليوتيس، التي أطلقها صاحب الجلالة نصره الله سنة 2009، تدخل اليوم مرحلتها الثانية 2020-2030، لجعل قطاع الصيد البحري رافعة للصناعة و للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة”.
الوزير المغربي ابرز أهمية أنشطة الصيد البحري الإستراتيجية للمغرب ،بفضل تموقعه على واجهتين بحريتين بطول سواحلها الممتدة على طول 3500 كلم (المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط)، حيث يصل متوسط الإنتاج السنوي ما يفوق 1.5 مليون طن، و بنسبة مساهمة تصل 40% من صادرات الأغذية ، فضلا عن مساهمته في تأمين العيش لثلاث ملايين مواطن من العاملين في قطاع الصيد ، ما يجعل المملكة المغربية لاعبا رئيسيا في مجال صيد الأسماك في أفريقيا.
المؤتمر الثالث لمبادرة الحزام الأزرق الذي ينعقد في طنجة و حسب وزير الصيد البحري المغربي محمد صديقي هو “فرصة للترويج لإنجازات الماضي من أجل إرساء الأسس لمستقبل أفضل، وعلينا أن نحدد حلولا ملموسة وقابلة للتنفيذ”، حيث كانت مناسبة جد سانحة سلط خلالها محمد الصديقي الضوء على استراتيجية اليويتس و أهدافها الكبرى.
“استراتيجيتنا الوطنية “اليوتيس” لا تقتصر على السباق على الإنتاج، بل تعتمد التوازن و التكامل بين الإنتاج و التثمين وتقليل التأثير البيئي من خلال من خلال الاستدامة والأداء والقدرة التنافسية ” يقول الوزير صديقي.
و يضف الوزير” إن النتائج المشجعة التي حققتها استراتيجية اليوتيس تعزز اقتناعنا بأن المستقبل الأزرق المستدام أمر ممكن، كما أنها تسلط الضوء على أهمية تعزيز التعاون لتسريع تنفيذ استراتيجياتنا ، مادام هناك محيط واحد”.
قارة واحدة و محيط واحد ،و تحديات متعددة و إشكاليات مركبة، يعتبرها المغرب تحديات قابلة للتدليل، في إطار مبادرة الحزام الأزرق ، يقترن بالتعاون بين الدول و الشعوب.
” لمواجهة كافة التحديات التي تواجه تطوير أنظمة الإنتاج المائي والوظائف الزرقاء، مع الأخذ بعين الاعتبار التوازن الضروري بين الاستغلال المستدام لمحيطاتنا والحفاظ عليها، نحتاج إلى توحيد المبادرات الحالية، واستكشاف آفاق جديدة من حيث التعاون، وقبل كل شيء، الابتكار في مناهج التمويل، وهو مجال يجب على أفريقيا أن تعزز فيه قدراتها” يقول الوزير المغربي في الصيد البحري وهو يستدل بالمثل الأفريقي” وحدنا نسير بشكل أسرع و معًا، نمضي قدمًا”.
حاميد حليم-المغرب الازرق-طنجة