أكدت المدير العام للهيئة الوطنية لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية (NaFAA) لجمهورية ليبيريا إيمان ميتيه جلاسكو على أهمية مصايد الأسماك الصغيرة واصفة إياه بالقلب النابض لمجتمعات الصيد في بلادها.
و ركزت في كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية لورشة عمل مصايد الأسماك التي انطلقت اشغالها يوم الثلاثاء 10 سبتمبر 2024، في مونروفيا في فندق رويال، على تطوير منهج تدريب مصايد الأسماك الصغيرة للقادة المستقبليين، والتي نظمتها إدارة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية بجامعة ليبيريا وهيئة مصايد الأسماك الليبيرية، NaFAA بالتعاون مع جامعة ديوك ومنظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الحفاظ الدولية (CI)، مؤكدة أن مصايد الأسماك الصغيرة توفر سبل العيش لملايين الأشخاص، بما في ذلك بعض الفئات الأكثر ضعفًا – النساء والشباب والصيادين الأصليين.
وقالت السيدة جلاسكو إن مصايد الأسماك الصغيرة في ليبيريا تشكل العمود الفقري للأمن الغذائي والتغذية وتوليد الدخل للعديد من الأسر الريفية، وكشفت كذلك أن مصايد الأسماك الصغيرة لا تقدم الأسماك للاستهلاك فحسب، بل إنها تشكل الأساس للنمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي والبيئة.
و لفتت المدير العام لهيئة مصايد الأسماك الليبيرية أن مصايد الأسماك الصغيرة ان هذا لقطاع الحيوي ظل خارج الضوء لسنين و لم يحظى بالتقدير الكافي ، حيث لم يتم توثيقه ، ولا دعمه بالشكل الكافي، مشيرة إلى أن “الوقت قد حان لتغيير هذا السرد”.
وأكدت جلاسكو أن حكومة بلادها من خلال تبني نهج الحصاد الخفي المستنير، تلتزم بالكشف عن النطاق الكامل لمصايد الأسماك الصغيرة لفهم أهميتها وتحدياتها وإمكاناتها حقًا. وأشارت إلى أن هذا النهج سيمكن هيئة مصايد الأسماك من اتخاذ قرارات أكثر استنارة، وصياغة سياسات تعالج ما أسمته الاحتياجات الحقيقية للصيادين، وتعزيز مرونة القطاع.
وفي معرض تعليقها على تكوين المنهج الدراسي، أشارت المديرة العامة جلاسكو إلى أننا “لم نجتمع معًا فقط لتطوير منهج تدريبي، بل لبناء الأساس لإدارة مستدامة لمصايد الأسماك في المستقبل”
وفي الوقت نفسه، أعلنت السيدة جلاسكو عن افتتاح الحدث الذي يستمر ثلاثة أيام، وسلطت الضوء على ثلاث توصيات أساسية بما في ذلك الشمولية والاستدامة والتعاون. وأوصت بأن يكون المنهج الدراسي شاملاً وحثت أصوات النساء والشباب والمجموعات المهمشة على أن تكون في مركز المناقشات والقرارات.
كما حثت السيدة جلاسكو المنظمين على إبقاء الاستدامة كتركيز لأن موارد مصايد الأسماك ليست غير محدودة، وبالتالي فإن مسؤولية إدارة الموارد بحكمة تقع على عاتق هيئة مصايد الأسماك.
وأشارت السيدة جلاسكو إلى أن التعاون بين الحكومة والمجتمعات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص أمر ضروري لتحقيق ما أسمته تغييرًا هادفًا ودائمًا في قطاع مصايد الأسماك الصغيرة.
وفي كلمتها في بداية الحدث الذي استمر ثلاثة أيام، قالت مديرة البنك الدولي السيدة جورجيا والين “إن حدث اليوم يمثل استثمارًا في قادة المستقبل في قطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في ليبيريا”.
وقالت السيدة والين إن اعتماد “نهج الحصاد الخفي العالمي لتقييم وتحليل ومراقبة مصايد الأسماك الصغيرة” يعد خطوة مهمة إلى الأمام.
“نيابة عن البنك الدولي، أود أن أتقدم بخالص التهاني لجميع أصحاب المصلحة على التزامهم المستمر والتعاون الهائل”.
وعلاوة على ذلك، كشفت السيدة والين أن البنك الدولي ملتزم بمهمته لإنهاء الفقر المدقع وتعزيز الرخاء المشترك على كوكب صالح للعيش، بما في ذلك من خلال تمويل البنك لمشروع الإدارة المستدامة لمصايد الأسماك في ليبيريا.
“إن دعمنا لقطاع مصايد الأسماك والزراعة راسخ في السعي لتحقيق مهمتنا. ونحن نشعر بالارتياح لأن إنشاء برنامج علوم مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية (FASP) في جامعة ليبيريا هو نتيجة رئيسية لشراكتنا من خلال المشروع. “إن برنامج FASP لديه إمكانات تحويلية، مع التركيز على بناء قدرات الموارد البشرية اللازمة لإدارة مصايد الأسماك والزراعة والأسماك والمعالجة والتسويق بشكل فعال”.
بالإضافة إلى ذلك، أضافت أن هذه المهارات ضرورية لتلبية احتياجات الشعب الليبيري عبر القطاعين العام والخاص، مشيرة إلى أن برنامج FASP يتماشى بشكل مباشر مع أهداف التنمية الوطنية في ليبيريا، وخاصة في مجالات الغذاء والأمن والحفاظ على الموارد وبناء القدرات والبحث وإدارة مصايد الأسماك المستدامة.
“إن تزويد الجيل القادم من قادة ليبيريا بالمعرفة والخبرة لإدارة الموارد المائية الليبيرية الشاسعة بشكل مستدام أمر حيوي لحماية الموارد البحرية الغنية في ليبيريا على المدى الطويل. نحن سعداء لأن مجموعة واسعة من الطلاب أبدوا اهتمامًا كبيرًا ببرنامج FASP، حيث التحق أكثر من 100 طالب في الفصلين الدراسيين الأولين. وهذا دليل على أهمية البرنامج ودوره الحاسم في تنمية الخبرة الفنية التي ستساعد في تشكيل مستقبل ليبيريا.
“إننا نتطلع إلى تحقيق المزيد من التقدم في قطاع الثروة السمكية في السنوات القادمة. ونتطلع بفارغ الصبر إلى استكمال إنجاز مهم آخر في المشروع: وهو بناء المركز الإقليمي للتميز في علوم مصايد الأسماك والحوكمة في جامعة ليبيريا. وسيعمل هذا المركز، بدعم من المشروع، على تسهيل تدريب أعضاء هيئة التدريس”.