تحتضن مدنية أكادير الدورة السادسة من المعرض الدولي في الصيد البحري “اليوتيس”، حيث ستكون اسبانيا ضيف شرف هذه الدورة، التي ستنطلق فعالياتها في الفاتح من فبريار المقبل و هو موعد يتزامن مع اللقاء رفيع المستوى بين المغرب واسبانيا، الذي سيعقد بالعاصمة الرباط ، بحضور 12 وزير من الجانب الاسباني ومسؤولين كبار من كلا البلدين.
و تعتبر اسبانيا الشريك الإقتصادي التقليدي و الاستراتيجي للمغرب بالنظر الى علاقات الجوار و العمق التاريخي بين البلدين ، و هي علاقات مبنية على التكامل والالتزام في إطار مبدأ رابح رابح حيث تضاعفت المبادلات التجارية بين الرباط ومدريد خلال السنوات 10 الأخيرة مع معدلات النمو تفوق 10%، في حين تعتبر إسبانيا منذ 8 سنوات أول مزود و زبون للمغرب، اذ بلغ حجم صادرات إسبانيا الى المغرب نحو 8.44 مليار دولار أمريكي خلال سنة 2020.
فيما تشكل الأسماك المرتبة الثالثة في المعاملات التجارية بين إسبانيا والمغرب بقيمة 735 مليون دولار، و التي تشمل القشريات والرخويات واللافقاريات، حيث بلغت صادرات المنتجات البحرية سنة 2021 مسجلة رقم معاملات قياسي بلغ 24,2 مليار درهم أي حوالي 2,42 مليار دولار.
كما يشكل الأسطول الإسباني أكثر من ثلثي الأسطول الأوربي الذي يستغل مصايد المملكة في اطار اتفاقية الصيد بين المغرب و الاتحاد الأوربي ب 93 سفينة صيد من أصل 132 سفينة.
يشار إلى أن اللقاء السنوي المغربي الاسباني، لم يعقد منذ سنة 2015 بسبب ازمة سياسية بين البلدين أدت إلى توقف الاجتماعات الثنائية والزيارات، قبل أن يتم إعادة العلاقات السياسية الاقتصادية الى سابق عهدها واعتراف الحكومة الاسبانية بمغربية الصحراء وبمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية أساسا وحيدا وواقعيا لحل النزاع في الصحراء.
ومن المتوقع أن تسعى اسبانيا خلال توليها رئاسة الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز العلاقات الأوروبية مع الضفة الجنوبية وفي مقدمتها المغرب الشريك الوازن في المنطقة.
ويتزامن ذلك مع قبول الاتحاد الأوروبي اعتماد أوراق السفير المغربي الجديد يوسف العمراني الذي عينه العاهل المغربي الملك محمد السادس في أكتوبر من العام الماضي، وسط توقعات في أن تساعد رئاسة اسبانيا للاتحاد، مهامه التي يتولاها مثقلا بثلاث ملفات في مواجهة لوبيات في بروكسل تعمل ضد مصالح المملكة المغربية.