في انتظار الافراج عن التقرير الادبي لللَّجنة المنظمة لمعرض اليوتيس ، و وفق استطلاع أجرته جريدة “المغرب الأزرق”، فإن الدورة السابعة من معرض اليوتيس تميزت بحسن التنظيم و الجودة في المعروض و التنوع في الفقرات ، مقارنة مع الدورات السابقة ، حيث وصفت نسخة 2025 بالاحترافية بالنظر الى نسبة العارضين و المشاركين و الزوار.
مشاركة فاقت كل التوقعات
وفق مصدر من اللجنة المنظمة، فقد تجاوزت المشاركات كل التوقعات الافتراضية حيث تميزت الدورة بمشاركة كبيرة و غير متوقعة للعارضين بلغت أكثر من 523 عارضا ، يمثلون أكثر من 54 دولة، غطت الاجنحة الخمسة و التي نصبت على مساحة اجمالية تقدر بمساحة 20.000 متر مربع منها 18.000 متر مربع مخصصة للعارضين ،كما عرفت خريطة المعرض تصميما جديدا فصل بين الاجنحة ليشكل فضاء متكاملا و أكثر انفتاحا، جنّب الكثير من الضغط على السير و الجولان و وفر مساحة إضافية تم استغلالها كباحات استراحة يؤمها بشكل يومي أكثر من الف شخص بين العارضين و ممثلو وسائل الاعلام المحلية و الوطنية و الدولية.
زخم في البرامج
اليوتيس لهذه الدورة عرف زخما كبيرا من حيث الفعاليات و الفقرات المبرمجة. فعلى المستوى الرسمي ، فقد تميزت هذه النسخة بحضور وفود من دول افريقية مختلفة و دول الخليج العربي للاطلاع و التباحث حول مستقبل التعاون بين الجانبين، كما أجرت السيدة كاتبة الدولة مع ممثلي الوفود المشاركة لقاءات بينية ، كن ابرزها اجتماع اللجنة المشتركة في الصيد البحري المغربية الموريتانية.
كما شهدت الدورة تنظيم العديد من اللقاءات و الندوات العلمية أطرها خبراء دوليون في الصيد البحري و البحث العلمي و التكنولوجيات الحديثة…و فقرات تنشيطية للأطفال.
جودة التصاميم
سبع دورات من معرض اليوتيس ، كانت كافية لكسب الخبرة و الاجتهاد في احداث الفارق والتنافس على جائزة احسن رواق.
فمن أروقة اشبه بالأكشاك و الصالونات المغلقة ، شهدت تصاميم اروقة المشاركين و العارضين تطورا مشهودا يعكس احترافية شركات التواصل المغربية من جهة ، و من جهة أخرى ادراك المشاركين أهمية الاستثمار في فضاءات العرض و جودة المعروض، و التركيز على توفير فضاء مفتوح قادر على احتضان العارضين و الزوار عوض دكه بالاكسسوارات وتحجيم المساحة ما يخلق الاكتضاض و يحول الرواق الى كشك للأكسوارات على حساب المنتوج و راحة الزوار.
الوكالة الوطنية لتربية الإحياء البحرية.
بلون أخضر يوحي الى بيئة الساحل و الطحالب، انتصبت عشرات الاورقة لشركات و تعاونيات متخصصة في قطاع الاحياء المائية، و هي رسالة تؤكد أهمية هذا القطاع على مستوى خريطة الصيد البحري بالمغرب كاختيار استراتيجي.
عدد الاروقة و نوعية المعروض ذي العلامة “صنع بالمغرب ” تؤكد نجاح السياسة القطاعية في تربية الإحياء البحرية، و قدرتها على التكيف و ولوج السوق و المنافسة، هذا رغم حداثتها ما يجعل من قطاع تربية الإيحاء البحرية قطاعا واعدا .
الصناعات السمكية تسرق الأضواء.
على الرغم من ارتفاع عدد المشاركين خلال هذه الدورة، تبقى أورقة جناح الصناعات السمكية الأكثر جاذبية و الأكثر جمالية من حيث التصاميم و المعروض، حيث شكلت أروقة العارضين قطعة متكاملة يغلب عليها اللونين الأبيض و الازرق توحي بالعمق و الانفتاح ومع ادراج اللونين الأخضر و البرتقالي و هي الوان المنتجات الغذائية.
و ليس فقط عرض المنتجات الغذائية و عقد الصفقات ما شهده جناح التثمين/الصناعات السمكية، بل كذلك تنظيم عروض و ندوات علمية كان ابرزها اطلاق pelagic university الذي تتبنى مشروعه الكنفدرالية المغربية لارباب و معامل السمك السطحي comaip، و هي منصة للتواصل و طرح القضايا الآنية ذات العلاقات بمجال اختصاص الهيئة.
جناح متميز بمثابة تحصيل حاصل لخبرة طويلة من المشاركات في المعارض الدولية بأمريكا و اسيا و أوربا.
ولأن الجامعة الوطنية للصناعات السمكية fenip ام الصناعات و حاصنة لحوالي 400 وحدة صناعية بالمغرب، فقد تحول وراقها الى قبلة يؤمها العارضون و الخبراء و الباحثون و الطلبة، للتقرب أكثر من عالم الصناعات السمكية بالمغرب.
الاجتماعي قبل الاقتصادي.
استطلاع جريدة “المغرب الأزرق” سلط الضوء على الجانب الاجتماعي لمعرض اليوتيس ، حيث اعرب اغلب المشاركين على أن معرض اليوتيس بمثابة “موسم لصلة الرحم ” و ملتقى يجمع الأصدقاء و الأحباب من مجتمعات الصيد بمختلف انتماءاتهم و تخصصاتهم من موظفي قطاع الصيد البحري و المجهزين و تجار السمك و الصناعيين.. فرصة لتجديد الصلة بين من فرقتهم الجغرافيا على طول 3500كلم
و على العموم يمكن اعتبار النسخة السابعة من معرض اليوتيس بمثابة منعرج تاريخي في مسار هذه التظاهرة الدولية ، التي وصفت بالاحترافية و تكون مرجعا أصيلا في صناعة التظاهرات في قطاع الصيد البحري و قيمة مضافة لصناعة التظاهرات بالمغرب.
كما يمكن التعويل على معرض اليوتيس كمنصة تواصلية في الترويج للقطاع بقوة و جلب الاستثمار او نقل الخبرة الى الدول الافريقية الصديقة في إطار مبادرة الحزام الازرق.
كتبها للمغرب الازرق-حاميد حليم