تستعد جماعة الوطية الهادئة لاستقبال زوارها من مختلف مدن وأقاليم المملكة، وسط ترتيبات حثيثة لإنجاح موسم الاصطياف لهذه السنة 2024.
جماعة الوطية الواقعة غرب الأطلسي بمناخها الرطب طيلة السنة أصبحت قبلة مفضلة للسياح الوافدين من الأقاليم المجاورة من مدن السمارة و اسا و العيون و كلميم هروبا من قيض حرارة الصيف، حيث يصل تعداد الزوار في الدروة الى 40 الف زائر وفق مصادر رسمية، فيما يبلغ عدد ساكنة جماعة الوطية 14 الف نسمة.
مؤشر جد مهم ،و إن كان يعكس جاذبية المدينة كمنطقة سياحية واعدة، غير أن اعداد الوافدين تشكل ضغطا كبيرا على قطاع الخدمات العمومية خصوصا في النظافة ، حيث يتضاعف انتاج النفايات ليصل الى 18 طن يوميا ، مقابل 6 طن في العدل اليومي طيلة السنة.
شاطئ الوطية المتنفس الطبيعي الممتد على طول 800 متر، و بسبب ظاهرة تآكل الساحل أصبح يفقد الفرشة الرملية ما يسمح بامتداد المد الى مستوى الكورنيش بل و يهدد بانهياره إذا ما لم تتخذ الإجراءات الاستباقية للحد من الظاهرة.
حاميد حليم رئيس مؤسسة المغرب الأزرق التي تستعد لإطلاق النسخة الثانية من مبادر “الوطية ايكو” أكد على ضرورة صيانة الساحل و اتخاذ إجراءات مسؤولة للمحافظة على جاذبية الشاطئ باعتباره رأسمالا ايكولوجيا لإقليم طانطان و لجماعة الوطية ، داعيا المجلس الجماعي و السلطات المحلية الى تعبئة الجهود و الموارد من أجل ترقية شاطئ الوطية كوجهة سياحية مفضلة لساكنة الجهات الجنوبية الثلاث.
ذات المصدر حذر من اتخاذ خطوات ارتجالية دون فتح مشاورات مع ذوي الاختصاص من السلطات المختصة بوزارة التجهيز و قطاع الصيد البحري(المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري ) و قطاع البيئة كما حدث خلال الموسم السابق عندما تم تطعيم الشاطئ بالتراب عوض الرمل الشاطئي ، حيث تختلط النفايات مع الطمي و تتراكم و تطمر تحت تأثير الريح.
في ذات السياق و من أجل محاصرة السلوكات اللامسؤولة في حق البيئة ، طالب رئيس مؤسسة المغرب الأزرق من السلطات المحلية التحلي بالصرامة و عدم التراخي في مواجه السلوكات غير الرشيدة التي من شأنها إفساد موسم الاصطياف و ازعاج المرتادين تحت ذريعة العادات و التقاليد بنصب الخيام و اعداد الشاي و الوجبات (غذاء، عشاء، وجبات خفيفة) ، حيث تستمر جلسات السمر الى ساعات متأخرة، يتحول خلالها شاطئ الوطية الى مكب للنفايات و يزيد من أعباء مصالح النظافة التابعة للمجلس البلدي لجماعة الوطية و من معاناة عمال النظافة، رغم تجهيز الشاطئ بالحاويات على مستوى الشاطئ و الكورنيش .
“ارتفاع أعداد الزوار و السائحين خلال موسم الاصطياف بجماعة الوطية يولد دينامية اقتصادية و يشكل فرصة لإنعاش قطاعات النقل و اللوجيستيك و الطعامة و الايواء ، كما تنتعش معه بعض الأنشطة الموسمية في التجارة و الخدمات ، و بالتالي خلق فرص شغل ،ما يدعو المسؤولين الى ضرورة اعداد خارطة سياحية و سياسة عمومية تشجع على الاستثمار في قطاع السياحة و التفكير خارج الصندوق، بإحداث منتجعات صيفية ذات مواصفات عالية تمنح فرص أكبر للمواطنين و بخدمات أجود ، في مواجهة سوق الايواء العشوائي ذي الأثمنة الجد باهضة ” يقول حاميد حليم رئيس مؤسسة المغرب الأزرق.
و يضيف ذات المصدر ” ارتفاع أعداد الزوار و السائحين يولد نشاطا موازيا آخر لا يقل أهمية و خطورة و يهدد الامن و سلامة المواطن ، و هي الأنشطة الاجرامية المتسللة وسط زحمة الصيف ، كالنشل و ترويج الممنوعات كالمخدرات و ماء الحياة الرخيصة ، ما يفرض على الأجهزة الأمنية مضاعفة الجهود و توفير غطاء أمني يحقق الطمأنينة للساكنة قبل الضيوف”.