اختتمت فعاليات المنتدى الدولي للصناعات السمكية في دورته الثالثة التي نظمت يوم الاربعاء15 ماي بالدارالبيضاء،وسط اشادة كبيرة من طرف المشاركين و الحاضرين،أجمعت على نجاح هذه الدورة.
فبغض النظر عن العدد المهم من الضيوف و المشاركين و العارضين،من مؤسسات عمومية و خاصة، و من الحاضرين كذلك، و سينوغرافيا المكان، يمكن الإقرار بأن تفاصيل النجاح صممت بإحكام و اتقان لتبرز قيمة و مكانة الصناعات السمكية بالمغرب و دورها الاستراتيجي و الحيوي في تحقيق السيادة الغذائية على المستوى الوطني، والاسهام في تأمين الأمن الغذائي العالمي فضلا عن الدور الديبلوماسي الذي لعبته منذ حوالي عشر سنوات بعد نجاحها في توسيع و تنويع الاسواق بعيدا عن السوق الاوربي التقليدي، و تسهيل ولوج العلامات التجارية المغربية للأسواق الدولية،بفضل حنكة خبرة و تمرس قيادتها.
الجامعة الوطنية لصناعة و تثمين المنتوجات البحرية و خلال الدورة الثالثة للمنتدى الدولي للصناعات السمكية نجحت في استقطاب العديد من الخبراء رفيعي المستوى من المغرب و منحهم فرصة تثمين الخبرة المغربية في البحث العلمي و البيئة و الاقتصاد الازرق و تدبير المصايد في إطار “تامغربيت” الى جانب أسماء دولية بارزة من افريقيا و أوربا .
و ما عزز من اشعاع هذا الحدث الاقتصادي و العلمي البارز هو ترأس وزير الفلاحة و الصيد البحري و التنمية القروية و المياه و الغابات أشغاله ، حضور بدلالة رمزية قوية تعزز من مكانة هذه الهيئة كتنظيم مهني ذي شرعية تاريخية، و قوة اقتصادية فاعلة على الساحة الوطنية و الدولية.
محاور الجلسات تميزت بمحتوى جد متقدم من حيث الحمولة العلمية للعروض و الجرأة في طرح الإشكالات الآنية مع بسط مشاريع حلول بكل موضوعية و مسؤولية كذلك ، زاد من قيمة الجلسات العلمية مداخلات الطلبة الباحثين بالمدارس العليا من طنجة و الرباط و الدارالبيضاء و أكادير و الطلبة المهندسين بالمعهد الحسن الثاني للزراعة و البيطرة.
غياب التمثيليات المهنية في الصيد البحري باعتبارها الشريك الاول للصناعات السمكي و المعني بالدرجة الاولى بموضوع “الاستدامة”، (رغم الدعوة الرسمية لجامعة غرف الصيد البحري و برمجة مداخلتها ) فوت الفرصة على قطاع الصيد البحري بكل مكوناته من الصيد الصناعي(السفن المجمدة،الصيد بالمياه المبردة،الأربيان،التونة) و الصيد الساحلي(السمك السطحي،الجر،الخيط) و الصيد التقليدي (الطحالب،السويلكة) و جمع و تربية الصدفيات و التعاونيات النسوية….، قلنا أن الغياب فوت فرصة تاريخية في الترافع عن قضاياه ذات الصلة بتراجع المخزون و اضطراب مواسم الصيد و اشكاليات التوسيق و سبل مواجهة التغير المناخي و تداعياته، و الادلاء بدلوها في هذه المنصة التواصلية بامتياز، و الاستفادة كذلك من الخبرة الدولية.
ما ميز هذا الحدث كذلك هو الحضور الاعلامي الوازن و النوعي لعشرات المنابر الاعلامية الرقمية و المسموعة و قنوات التلفزة بمختلف منصاتها، و هو ما اعطى اشعاعا كبيرا للمنتدى وطنيا و اقليميا و دوليا .
و لأن الأمور بخواتمها فقد كانت برقية الولاء المرفوعة الى السدة العالية بالله مسك الختام قبل ان يتم تتويج الفائزين بجائزة الاستدامة، و هي التفاتة جد مهمة لتحفيز الابتكار و التشجيع عليه.
يبقى التأكيد على ان المنتدى الدولي للصناعات السمكية هو حدث يعكس نضج الجامعة الوطنية للصناعة و تثمين الموارد البحرية بما يكفي للعب دور حاسم في العديد من القضايا و على رأسها تثمين الموارد البحرية و استدامتها و اعادة ترتيب ادوار حلقات سلسلة القيمة و تنظيفها من الشوائب، من اجل ترقية مجتمع الصيد و استقرار انشطته السوسيو اقتصادية و حمايته من الهشاشة الناتجة اساسا عن الأمية بما يجري من حوله و بسبب الجهل بقضاياه المصيرية و على رأسها التغيرات المناخية و حماية الثروة السمكية و الحد من الصيد الجائر و التهريب السمكي.
كتبها للمغرب الأزرق الاستاذ حاميد حليم ، مستشار في الإعلام البحري و التواصل.
عضو المرصد الاعلامي للصيد المستدام بأفريقيا.