المغرب الأزرق
(سونا)
اوضح د. طارق بن موسى الزدجالي – المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية بأن الاحتفال بيوم الزراعة العربي لهذا العام يجيء وقد شهدت الزراعة العربية نمواً مقدراً ، حيث بلغت قيمة الناتج المحلي للزراعة العربية في عام 2012م نحو (139.1) مليار دولار ، ما يعادل (4.5%) من الناتج المحلي الإجمالي العربي .
وقال الزدجالي بمناسبة يوم الزراعة العربي لعام 2014م والذى يصادف غد السبت ان قيمة الفجوة الغذائية العربية استقرت عند نحو (35.62 ) مليار دولار بعد أن كانت قد ارتفعت إلى نحو ( 43.18) مليار دولار أمريكي في عام 2008م .
ونبه المدير العام في البيان الذى اصدرته المنظمة إلى أهمية ذلك الانخفاض كونه قد تم برغم الظروف المناخية غير المواتية والزيادة المضطردة في عدد السكان. وعزا ذلك إلى الجهود التنموية الكبيرة التي بذلتها الدول العربية في إطار إستراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة للعقدين (2005-2025) والبرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي.
وأوضح بأن المنظمة قد درجت على تحديد موضوع زراعي رئيسى تدور حوله فعاليات وأنشطة الاحتفال بيوم الزراعة العربي ، وانه قد تم اختيار الموضوع الرئيسي ليوم الزراعة العربي لهذا العام 2014م ليكون:” مخزون إستراتيجي عربي للأغذية لمواجهة أزمات الغذاء العالمية”
موضحا بأن هذا الاختيار قد جاء في إطار الاهتمام المتعاظم الذي توليه المنظمة لقضية الأمن الغذائي العربي باعتباره مرادفاً للأمن الوطني والقومي ، بعد أن أصبح وجود هذه المخزونات أمراً حيوياً وملحاً بسبب الأزمات الغذائية المتكررة التي شهدها العالم خلال العقود الخمسة الماضية والتي كانت أخرها أزمة الغذاء العالمية لعام 2008م التي نجمت عن نقص المعروض من السلع الغذائية الأساسية مما أدى إلى ارتفاعٍ حادٍ في أسعارها وتزامن ذلك مع انخفاض في المخزونات وانخفاض الإنتاج العالمي للحبوب بسبب الظروف الطبيعية غير الملائمة و التغير المناخي وموجات الجفاف والصقيع التي ضربت أجزاء كثيرة من العالم خلال العامين السابقين للازمة ما تسبب في إتلاف مقادير كبيرة من الحبوب في دول مثل أستراليا والصين والأرجنتين والهند.
وأبان المدير العام بأن المنظمة العربية للتنمية الزراعية ، تتبنى ، في إطار دورها القومي وسعيها الدءوب لتعزيز التكامل العربي في مجالات الزراعة والأمن الغذائي ، دعوة الدول العربية لتكثيف جهودها لبناء مخزون إستراتيجي عربي للغذاء من شأنه حماية الوطن العربي من الأنواء المناخية والأزمات العالمية ذات العلاقة، وذلك في إطار البرنامج الطارئ للأمن الغذائي.
وأوضح بأن احتفال المنظمة بيوم الزراعة العربي لهذا العام قد اتخذ منحاً مغايراً لما كان عليه في السابق ، حيث تقرر أن يعم الاحتفال شهر سبتمبر. مشيراً إلى أن المنظمة قد كثفت من برامجها خلال هذا الشهر احتفاء بهذه المناسبة التاريخية ، فنفذت العديد من الأنشطة والفعاليات ، حيث قامت بتسليم (10) جمعيات نسوية في ولاية القضارف بآليات ومعدات وذلك في إطار البرنامج الفرعي للتخفيف من معدلات الفقر في الريف العربي.
كما قامت بتنفيذ دورتين قوميتين للكوادر العربية على مستوى المدربين في كل من مجال تصميم مشاريع حصاد المياه و مجال تربية الأحياء المائية البحرية، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من الدورات القطرية في بعض الدول العربية في مجالات التخطيط الإستراتيجي واتخاذ القرار وإدارة الجمعيات التعاونية الزراعية وبحوث التربة والرعاية البيطرية والإحصاءات الزراعية، وكذلك تنفيذ دورة تدريبية حول الاستزراع السمكي لصالح (22) من الكوادر الفنية الإفريقية الناطقة باللغة الإنجليزية بالقاهرة خلال الفترة 6 – 25 / 9 / 2014 م بالتعاون مع المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، والإنتهاء من إنشاء سد حمود بالمملكة الأردنية الهاشمية.
مضيفاً أن برنامج الاحتفال الرسمي بيوم الزراعي العربي، الذي سيعقد بمقر المنظمة بالخرطوم في صبيحة يوم السبت سوف يكون تحت رعاية المهندس/ إبراهيم محمود حامد – وزير الزراعة والري وبحضور أصحاب السعادة السفراء العرب المعتمدين لدى السودان إلى جانب أصحاب المعالي والسعادة كبار المسئولين بالسودان، وكذلك حضور مشاركين من وزارات الزراعة والتجارة والاقتصاد من تسع دول عربية ، وسوف يتضمن البرنامج كلمة لمدير عام المنظمة وكلمة لراعي الحفل وكلمة لعميد السلك الدبلوماسي العربي بالخرطوم.
وسيعقب ذلك تدشين اللقاء القومي حول بناء المخزون الإستراتيجي العربي من السلع الغذائية الذي سيتواصل خلال يومي 27 و 28 / 9 / 2014 م ، ويشارك فيه عدد من المسئولين والخبراء العرب في مجال المخزونات الغذائية ، الذين سيقدمون ويناقشون عددا من الأوراق المحورية والقطرية التي تشخص الموضوع وتستعرض تجارب الدول العربية في بناء المخزونات الغذائية، بما يمكن المشاركين من الوقوف على مستوى المخزونات العربية وتبادل الخبرات والاطلاع على أحدث التقانات المستخدمة في القطاع والاستفادة من النجاحات ومعالجة السلبيات ، والتفاكر حول بناء نظام عربي لمخزون إستراتيجي من السلع الغذائية كتدبير احترازي مكمل لتدابير الأمن الغذائي العربي، ثم الخروج بتوصيات عملية بهذا الشأن.
وتختتم الاحتفالات يوم الاثنين الموافق التاسع والعشرون من سبتمبر بعقد لقاء عربي حول المناطق الاقتصادية خاصة الزراعيةو يشارك فيه عدد من المسئولين والخبراء العرب لتبادل الرأي حول مفاهيم و إجراءات وقوانين و تشريعات و فوائد هذه المناطق ونماذج من التجارب الناجحة للمناطق الحرة في المنطقة العربية وعلى مستوى العالم .
وتحتفل المنظمة بهذة المناسبة سنويا وذلك تنفيذاً لقرار الجمعية العامة للمنظمة رقم (32 ) الصادر خلال دورة انعقادها رقم (25) والذى قرر تخصيص يوم السابع والعشرين من سبتمبر من كل عام، ليكون يوما عربياً للزراعة، كونه يصادف الذكرى السنوية لمباشرة المنظمة العربية للتنمية الزراعية لعملها من مقرها في الخرطوم في نفس ذلك اليوم من عام 1972م.