يمثل قطاع الصيد التقليدي في سلطنة عُمان ركيزة أساسية للاقتصاد والأمن الغذائي، إلا أن حلول فصل الصيف يفرض تحديات متزايدة على هذا القطاع الحيوي. وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات البيئية المتسارعة، تعمل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه على تنفيذ استراتيجيات شاملة لضمان سلامة الصيادين واستدامة الموارد البحرية.
وتتمثل أبرز التحديات البيئية في ارتفاع درجات حرارة المياه السطحية، مما يؤثر على توزيع الكائنات البحرية ومسارات هجرتها، بالإضافة إلى انخفاض مستويات الأكسجين المذاب وحدوث ظواهر مثل “المد الأحمر”. كما تشير الدراسات إلى تأثيرات واضحة للتغير المناخي على أنماط هجرة الأسماك، حيث لوحظ توسع نطاق توزيع أنواع مثل السردين الهندي نحو السواحل العُمانية.
وفي مواجهة هذه التحديات، تُطبّق الوزارة خططًا للإدارة التكيفية للموارد، تشمل تعديل سياسات الصيد بناءً على البيانات البيئية، وإنشاء محميات بحرية لتكاثر الأسماك، وتطوير تقنيات صيد أكثر استدامة. كما يجري تعزيز الرصد البيئي والبحوث العلمية لضمان اتخاذ قرارات استباقية مبنية على بيانات دقيقة، مع التركيز على التعاون الإقليمي والدولي.
وإلى جانب استراتيجيات الاستدامة، تولي الوزارة اهتمامًا كبيرًا لإجراءات السلامة، حيث تشدد على ضرورة التزام الصيادين بإرشادات وقائية مثل ارتداء الملابس الواقية، والإكثار من شرب السوائل، وتوفير الظل على القوارب، وتجنب العمل في أوقات الذروة. وتنفذ الوزارة زيارات ميدانية منتظمة للتأكد من صلاحية معدات السلامة ومراجعة التراخيص، مع تطبيق العقوبات على المخالفين.
كما تعمل الوزارة على دعم الصيادين من خلال مبادرات عملية، منها توفير أكياس الثلج وصناديقه للحفاظ على جودة الأسماك، وتحسين بيئة العمل في الأسواق السمكية، ودعم البنية التحتية عبر تشغيل مصانع متخصصة في معالجة وتجميد الأسماك، مما يقلل من تعرض الصيادين والباعة للحرارة المباشرة ويدعم جودة المنتج.























































































