عبد الرحيم النبوي-المغرب الأزرق-اسفي: حلَّ عامل صاحب الجلالة على إقليم آسفي، محمد فطاح، اليوم الخميس 25 شتنبر 2025، بموقع قصر البحر، وذلك لتفقد سير أشغال مشروع تحصين وتدعيم الواجهة البحرية لهذه المعلمة التاريخية العريقة. هذا المشروع، الذي يُعد تدخلاً حيوياً لإنقاذ معلمة مصنفة منذ عام 1922، يهدف إلى المحافظة على قصر البحر كواجهة بحرية للمدينة ورافعة للسياحة والتنمية الاقتصادية.
وقد استمع عامل الإقليم إلى شروحات مفصلة قدمها المدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك، عبد العالي لزرق، حول أهداف المشروع الذي يأتي ضمن استراتيجية وطنية لحماية السواحل المغربية المعرضة للخطر، ومن ضمنها “جرف أموني” الذي شُيّد عليه القصر قبل نحو 500 عام من قِبل البرتغاليين. وأوضح لزرق أن المشروع ضروري نظراً لتأثير الظروف المناخية القاسية، كالرياح وارتفاع الأمواج، التي أدت إلى انهيار جزئي في الواجهة البحرية، شمل جزءاً من الجسر الرابط بالبرج الجنوبي الغربي.
ووفقاً للعرض، تم بناء الرصيف الوقائي بناءً على دراسات جيولوجية وتقنية دقيقة، وبلغت نسبة إنجاز أشغاله على طول 257 متراً نحو 70 في المائة. ومن المتوقع أن تنتهي الأعمال مع بداية صيف 2026. وتشمل التدخلات تدعيم جرف أموني بمكعبات خرسانية مخصصة لهذا الغرض، وإعادة بناء القسم المنهار.
يُذكر أن المشروع انطلق مطلع عام 2023 بتكلفة إجمالية ناهزت 139 مليون درهم، في إطار تفعيل اتفاقية شراكة بين وزارة الداخلية، ووزارة التجهيز والماء، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، ومجلس جهة مراكش آسفي، والجماعة الترابية لآسفي. كما أشار المدير الإقليمي إلى أن أشغال الشطر الأول لترميم القسم الشمالي-الشرقي، التي قاربت على الانتهاء بنسبة إنجاز 98%، ساهمت بالفعل في تجنب انهيارات أكثر خطورة على الواجهة الرئيسية. ويُؤكد هذا الجهد المشترك الالتزام الرسمي بصيانة هذا التراث الثقافي وجعله مركزًا للتراث البحري الوطني.