في محفل دولي يجمع كبار المسؤولين والخبراء وصناع القرار من مختلف المنظمات الإقليمية والدولية، تؤكد مؤسسة المغرب الأزرق حضورها كصوت رائد وشريك محوري ، من خلال مشاركتها المتميزة في قمة إفريقيا الزرقاء (Blue Africa Summit) التي تستضيفها مدينة طنجة للمرة الثانية على التوالي في الفترة ما بين 9 إلى 10 أكتوبر 2025. وتأتي هذه المشاركة، بدعوة مباشرة من منظمي القمة، لتؤكد المكانة الفريدة للمؤسسة كفاعل مدني قادر على التأثير وصناعة القرار في مجال التنمية المستدامة.
تعتبر القمة مناسبة حاسمة لتبادل الخبرات وتقديم مقترحات مبتكرة حول قضايا التنمية الزرقاء في إفريقيا. وتنعقد هذه الدورة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتنظيم أكاديمية المملكة المغربية وجمعية “لا سيزون بلو”، لتأكيد دور إفريقيا المحوري في النقاشات الدولية المتعلقة بالاقتصاد الأزرق.
تأتي هذه القمة في وقت حيوي، حيث تشير الدراسات الدولية إلى نمو كبير متوقع في الاقتصاد الأزرق، بينما يفتقر جزء كبير من القارة الإفريقية إلى استراتيجية محيطية واضحة. فالعديد من الدول الإفريقية لا تملك المعرفة العلمية الكافية بمناطقها الاقتصادية الخاصة أو القدرة على حماية مواردها البحرية واستغلالها بشكل مستدام. كما أنها تواجه تحديات متزايدة مثل آثار التغير المناخي، التلوث، وتدهور التنوع البيولوجي البحري، فضلاً عن تهديدات لأمنها البحري وسيادتها. وفي ظل تسارع خيارات الحوكمة في إطار الأمم المتحدة، لا يمكن للقارة أن تظل غائباً كبيراً أو خاسراً في ثورة الاقتصاد الأزرق. وقد ولدت مهمة “ميثاق من أجل إفريقيا زرقاء مستدامة” من عدة محافل، بما في ذلك المنتدى العالمي للبحر (بنزرت) وقمة إفريقيا الزرقاء (طنجة).
وتتأكد الأهمية الاستراتيجية لهذا الموضوع من خلال المؤتمر الخاص لمحيطات الأمم المتحدة الذي عُقد في 9 يونيو، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة حسناء والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء دول وحكومات من 35 دولة إفريقية.
وتهدف مهمة “ميثاق من أجل إفريقيا زرقاء مستدامة”، التي تم تقديمها خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في نيس، إلى التفكير في “إفريقيا زرقاء” كجزء لا يتجزأ من نظام بحري إقليمي يضم حوض المحيط الأطلسي، البحر الأبيض المتوسط، أوروبا، والمحيط الهندي. وتشمل المنهجية المتبعة في القمة وضع أول خريطة لفرص المحيطات (الاقتصادية، البيئية، والاجتماعية) للقارة في خريف 2025، وتقديم أولى التوصيات الاستراتيجية في خريف 2026 خلال النسخة الرابعة من القمة. كما تهدف المهمة إلى تطوير سيناريوهات على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية، ومرافقة الدول والمستثمرين في تطوير المشاريع بدءاً من عام 2027. ولتحقيق هذه الأهداف، سيتم إنشاء أربعة لجان خبراء، وهي: لجنة الاقتصاد والمالية، لجنة العلوم والبحث والتعليم، لجنة الحوكمة، ولجنة المجتمع المدني التي تشمل المدن والمناطق الساحلية.
الريادة المغربية الزرقاء: إنجازات بوّأت المؤسسة مكانة عالمية
تستعرض مؤسسة المغرب الأزرق خلال القمة مشاريعها التي أهلتها لتكون ممثلاً رئيسياً للمجتمع المدني في قضايا التنمية الزرقاء بالقارة. وتأتي هذه المشاركة المتميزة لتؤكد على ريادتها وتفردها، المدعوم بسجل حافل من الإنجازات التي عززت مكانتها وأكدت أهليتها للمساهمة في صياغة “ميثاق من أجل إفريقيا زرقاء مستدامة”.
تأسست مؤسسة المغرب الأزرق سنة 2012 بطانطان ، حيث راكمت خبرة طويلة في قضايا المحيطات و البيئة البحرية والتنمية المستدامة الزرقاء.
ريادة تجسدت في دورها كمفكر استراتيجي ومدافع قوي عن التنمية الزرقاء لمجتمعات الساحل على المستوى الوطني و القاري . وتُعد برامجها الرائدة مثل “التربية الزرقاء EDUCATION bLEUE” و”أكواسكول AQUASCHOOL ” جزءًا من رؤية متكاملة تهدف إلى خلق جيل واعٍ بأهداف التنمية المستدامة 2030 ورؤى إفريقيا المستقبلية.
حصدت المؤسسة تقديراً دولياً يعكس جودة مبادراتها ، حيث نالت جائزة الاستدامة خلال المنتدى الدولي للصناعات السمكية لعام 2024، كما حازت على جائزة الابتكار عن مبادرة “المركب الأخضر” في المنتدى الأخضر بطانطان. هذه الجوائز اعتراف بجودة عمل المؤسسة ومساهمتها الفعالة في التنية الزرقاء
منذ احداثتها سنة2012، أطلقت مؤسسة المغرب الأزرق العديد من المبادرات النوعية و الفريدة ،ما يؤكد التزامها بنشر الوعي والمعرفة. وتضمنت هذه المبادرات: برنامج “الموانئ الخضراء”، مبادرة “المركب الأخضر”،الحملة الوطنية لمكافحة ترويج المنتوجات البحرية دون الحجم التجاري المسموح به،المسابقة الوطنية لطهي المنتوجات البحرية.
مشاركة مؤسسة المغرب الأزرق في قمة افريقيا الزرقاء برسم موسم 2025، تتجاوز كونها مجرد حضور رمزي، فهي تعد منطلقًا استراتيجيًا لإبرام التزامات ملموسة، وإرساء دعائم شراكات فعّالة، وتبادل المعارف مع الخبراء وقادة الرأي، بما يسهم في تقوية الروابط البينية الإفريقية. هذه المشاركة ترسخ مكانة المؤسسة كشريك رئيسي وفاعل مدني رائد في بناء مستقبل بحري مستدام لكامل القارة.