المغرب الأزرق
بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة؛ السيد الكاتب العام يشرف على عدد من الأنشطة الرسمية بإقليم بوجدور.
قام السيد إبراهيم بودينار، الكاتب العام لكتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري، يومه الثلاثاء 4 نونبر 2025، بزيارة رسمية إلى مدينة بوجدور، وذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة. وقد جرت هذه الزيارة بحضور السلطات المحلية والمنتخبين والأعيان، فضلاً عن ممثلي مهنيي قطاع الصيد البحري وعدد من الشركاء المؤسساتيين.
وخلال استقباله بإقليم بوجدور، أشرف السيد الكاتب العام على إعطاء الانطلاقة الرسمية للمعرض الجهوي للصيد البحري ببوجدور، المنظم من طرف المهنيين بشراكة مع مندوبية الصيد البحري. ويأتي هذا الحدث في إطار تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، ويُبرز غنى القطاع البحري المحلي ومكانته في تعزيز الاقتصاد الأزرق المستدام والتنافسي، كما يشكل فضاءً للتواصل وتبادل الخبرات بين المؤسسات العمومية والمقاولات والتعاونيات والجمعيات المهنية، ويعكس الدينامية التي يعرفها النسيج البحري بالإقليم، ودوره في تثمين المنتجات البحرية، وتطوير سلاسل التحويل المحلي، وإحداث فرص الشغل.
كما أشرف السيد الكاتب العام على تدشين المقر الجديد لمندوبية الصيد البحري ببوجدور، بحضور مسؤولي القطاع على المستوى المحلي. وتأتي هذه البنية الإدارية الحديثة والمتكاملة لتعزيز سياسة القرب الإداري التي ينهجها قطاع الصيد البحري، من خلال تحسين ظروف عمل الموظفين، وتجويد الخدمات المقدمة للمهنيين، وتيسير التواصل المباشر مع المرتفقين.
ويندرج هذا المشروع ضمن سياسة التحديث وتعزيز الحكامة الترابية التي تنهجها كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري، الرامية إلى تقريب الإدارة من المرتفقين وتحسين جودة الخدمات العمومية وضمان تدبير ناجع وشفاف للقطاع على المستوى المحلي. وتشكل هذه المنشأة خطوة عملية في تنزيل التوجهات الاستراتيجية لكتابة الدولة في مجالات اللامركزية، وتحديث التجهيزات، وتعزيز فعالية التدبير الميداني للشأن البحري.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد السيد الكاتب العام أن هذه المنشأة الجديدة تأتي لمواكبة الدينامية التنموية التي يشهدها الإقليم، في انسجام تام مع السياسات العمومية الهادفة إلى تثمين الثروات البحرية وتشجيع الاستثمار المنتج في القطاع. كما أبرز أن هذه المنجزات تجسد الرؤية المتبصّرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده، الرامية إلى تحقيق تنمية مندمجة ومستدامة وشاملة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، تجعل من تثمين الرأسمال البشري واستغلال الموارد الطبيعية ركيزتين أساسيتين ضمن أولويات التنمية الوطنية.
وتواصل البرنامج بزيارة ميدانية لوحدتين صناعيتين متخصصتين في مجال تحويل وتثمين المنتجات البحرية، وهما شركة ” “Nouvelle Conserverie de Boujdour” وشركة ” TOUFA FOOD SARL “، حيث أُحدثت الأولى سنة 2020 باستثمار قدره 150 مليون درهم على مساحة تبلغ 7.758 متر مربع، بطاقة إنتاجية تصل إلى 250 ألف علبة يومياً وتشغّل 31 يد عاملة قارة و200 عاملا موسميا، فيما أُنشئت الثانية سنة 2021 وتمتد على مساحة 13.096 متر مربع باستثمار إجمالي يناهز 217 مليون درهم، وبطاقة إنتاجية تبلغ 570 ألف علبة يومياً، أي ما يعادل 150 مليون علبة سنوياً، وتشغّل 55 يد عاملة قارة و650 عاملا موسميا.
وتعكس هاتان الوحدتان الدينامية الصناعية التي يعرفها قطاع تثمين المنتجات البحرية بإقليم بوجدور، ومساهمة القطاع الخاص في خلق القيمة المضافة وفرص الشغل وتعزيز تنافسية الصادرات. كما تؤكدان المكانة الاستراتيجية التي يحتلها الإقليم ضمن سلسلة القيمة الوطنية للمنتجات البحرية، ودوره كقاطرة للتنمية السوسيو-اقتصادية بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
تجدر الإشارة إلى أن الدائرة البحرية لبوجدور تُعد اليوم أحد الأقطاب البحرية الرئيسية على الصعيد الوطني، إذ تضم 738 قارباً تقليدياً و28 مركباً لصيد السردين و60 سفينة صيد بالخيوط الطويلة، ويعمل بها أكثر من 3.400 بحار. كما تتوفر على ثلاث قرى للصيادين هي: سيدي الغازي، وأفتيسات، والكرع، مجهزة ببنيات تحتية متكاملة تشمل أسواقاً لبيع السمك، ومعامل للثلج، ومستودعات للتبريد، ومحطات للتزود بالوقود، وورشات للصيانة والإصلاح.
ويحتضن الإقليم منطقتين صناعيتين هما الفتح وMEDZ، تضمان 31 قطعة مخصصة لمشاريع تثمين المنتجات البحرية، من بينها 11 وحدة حاصلة على الاعتماد و8 وحدات في طور الإنجاز، بنسبة تقدم تتراوح بين 40 و95 في المائة. وقد بلغ الإنتاج البحري سنة 2024 ما مجموعه 85.289 طناً بقيمة 1,2 مليار درهم، وهو ما يعكس الحيوية التي يعرفها القطاع ومساهمته في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالإقليم والجهة.























































































