في خطوة تعكس الأهمية المتزايدة التي يوليها المغرب لقطاع النقل البحري، أكد وزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح، اليوم الجمعة، خلال مشاركته في منتدى الربط العالمي للنقل بإسطنبول، أن المملكة بصدد وضع اللمسات الأخيرة على دراسة استراتيجية تهدف إلى الارتقاء بالنقل البحري ومواكبة الطلب العالمي المتزايد، مع فتح “مسارات خضراء” تربط المغرب بمختلف دول العالم.
تأتي مشاركة المغرب في هذا المنتدى الدولي رفيع المستوى، الذي يجمع أكثر من ستين وزير نقل من مختلف أنحاء العالم، لتقاسم التجربة المغربية الرائدة في مجالات النقل المتنوعة، بما في ذلك النقل الطرقي، والسككي، والجوي. لكن التصريحات الأخيرة للوزير قيوح تسلط الضوء بشكل خاص على الطموحات المغربية في المجال البحري.
الوزير قيوح أوضح أن المنتدى يشكل فرصة لمناقشة مستقبل وسائل النقل والتنقل، واستشراف الحلول التكنولوجية المبتكرة، والتفكير المشترك في كيفية مواكبة النمو الكبير الذي يشهده القطاع. وفي هذا الإطار، أشار الوزير إلى أن وزارة النقل واللوجستيك تعمل على استراتيجية طموحة للنقل البحري تهدف إلى:
- الارتقاء بالقدرات اللوجستية البحرية للمغرب.
- مواكبة الطلب العالمي المتزايد على النقل البحري.
- إنشاء “مسارات خضراء” بحرية، مما يعكس التزام المغرب بالاستدامة البيئية في هذا القطاع الحيوي.
هذا التوجه يؤكد دور المغرب كمركز لوجستي إقليمي ودولي، مستفيدًا من موقعه الاستراتيجي على مفترق الطرق البحرية العالمية.
إلى جانب التركيز على النقل البحري، يستعرض المغرب في المنتدى تجربته الهامة في قطاع الطيران، لا سيما من خلال استراتيجية “مطارات 2030″، التي أُطلقت تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما يسلط الوفد المغربي الضوء على الإنجازات والطموحات في مجال النقل الطرقي، الذي شهد “طفرة نوعية” خلال السنوات الماضية.
يشارك المغرب بوفد رفيع المستوى يترأسه السيد قيوح، ويضم سفير صاحب الجلالة لدى الجمهورية التركية، محمد علي الأزرق، وعددًا من مديري ومسؤولي قطاع النقل والسلامة الطرقية.
المنتدى، الذي تنظمه وزارة النقل والبنية التحتية التركية بدعم من البنك الدولي على مدى ثلاثة أيام، يعد منصة دولية تجمع صناع القرار السياسي، ووزراء، وممثلين عن المنظمات الدولية والمؤسسات المالية العالمية، بالإضافة إلى قادة من القطاعين الصناعي والخاص ونخبة من الخبراء. تهدف الجلسات إلى مناقشة سبل تطوير وتحسين ممرات النقل الدولية، وتعزيز التنمية المستدامة، والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، وتوسيع الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، واستثمار إمكانات الرقمنة والذكاء الاصطناعي، وتبني حلول تمويلية فعالة، وتكثيف التعاون الإقليمي والعالمي.
يركز المنتدى بشكل خاص على تطوير شبكات نقل عالمية متكاملة وأكثر كفاءة، ومعالجة فجوات الاستثمار في البنى التحتية، وتعزيز الشراكات بين الحكومات والمؤسسات المالية الدولية والقطاع الخاص. ومن الواضح أن النقل البحري، باستراتيجيته الجديدة و”مساراته الخضراء” الموعودة، سيحتل مكانة مركزية في رؤية المغرب لتحقيق الربط العالمي المستدام.





















































































