عبد الرحيم النبوي :المغرب الأزرق
هدد بحارة الصيد التقليدي بإقليم الفحص انجرة التابعة لنفود البحري لمندوبية الصيد البحري بطنجة بإضراب مفتوح يشمل (نقط التفريغ المتواجدة بالقصر الصغير وادي ديكي و فرديوة وادي اليان، بالدخول في اضراب مفتوح لمنعهم من ولوج المصايد بمجالهم البحري، وهو ما يجعل بحارة الصيد التقليدي بالمنطقة يعيشون واقعا مؤلما يعاكس الخطابات الرسمية الداعية الى لاهتمام بالعنصر البشري، وبالتالي فالقرار حسب المحتجين، ضربٌ في العمق لفكرة التنمية البشرية في شموليتها .مشرين الى رجال البحر الذين صنعوا تاريخ الصيد التقليدي على سواحل الشمال، يجدون أنفسهم اليوم غرباء في مصايدهم ، ممنوعين من ممارسة رزقهم بحجة تنظيم المجال.
وارجع المهنيون قرار المنع هذا، والذي يقطع مع ممارسة نشاطهم اليومي والتضييق عليهم في الحصول على لقمة العيش بشرف وعزة النفس، الى مناطق عبور للسفن التجارية ، متسائلين عن الدوافع الحقيقية في اتخاد هذا القرار الجائر دون استشارة المهنيين، وهو قرار يقوض الجهود المبذولة في منظومة الحوار والنقاش البناء حول مستقبل الاقتصاد الأزرق والتنمية الساحلية، وبالتالي فهو قرار يُحاصر بحارة الصيد التقليدي بين الديون المتراكمة، وأسر تنتظر رزقها، ومجال بحري يُغلق في وجههم بقرار إداري يرونه مجحفا، موضحين انه لا أحد يعارض حماية الملاحة أو ضمان الأمن البحري، لكن تطبيق القرارات دون تقدير للكلفة الاجتماعية والمعيشية لبحارة الصيد التقليدي تدفع جميع الشركاء والمتدخلين الى اعتماد رؤية وطنية منصفة تُوازن بين حماية البحر وصون كرامة بحارة الصيد التقليدي بالمنطقة .
مذكرين بان السيدة زكية الدريوش، كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، سبق لها ان اكدت خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، أن الصيد التقليدي يمثل دعامة أساسية للتشغيل والتنمية الاجتماعية، بالإضافة إلى دوره في دعم الأمن الغذائي بالمغرب، وانه يسهم بنسبة 23% من قيمة الإنتاج الوطني ويوفر مناصب شغل مباشر مهمة في النسيج الاقتصادي الوطني.

ودعا المحتجون الى الاعتراف بالدور الهام للعاملين بقطاع الصيد التقليدي بجهة طنجة تطوان الحسيمة والعمل على تبني الية عملية أساسها المقاربة التشاركية في معالجة القضايا المطروحة، دون اتخاد قرارات أحادية الجانب بإمكانها ان تؤثر على السلم الاجتماعي بالمنطقة ، وأضاف المحتجون ، إذا كان لابد من تنظيم، فليكن تنظيمًا عادلاً يراعي كرامة العاملين بقطاع الصيد التقليدي داخل مجالهم البحري ، فمن دون عدالة بحرية، لن تكون هناك عدالة اجتماعية حقيقية على الواقع ، مشيرين بالدور الهام الذي يلعبه قطاع الصيد التقليدي بجهة طنجة تطوان الحسيمة ، ذلك كونه يشكل العمود الفقري للحياة الاقتصادية والاجتماعية لأزيد من 800 أسرة بطريقة مباشرة، إضافة إلى ما يفوق 150 أسرة أخرى بطريقة غير مباشرة، من بينهم (الحمالة، وغاسلو القوارب، والمجهزون، والمشترون، وغيرهم ممن يرتبط مورد عيشهم بأنشطة الصيد البحري التقليدي بالمنطقة.





















































































